بقلم - فاروق جويدة
فى أوقات الشدة وحين يضيق الأفق عليك وتشعر ببرودة الأيام ووحشة الزمن تفتقد حبيبا وتنظر حولك لا تجد غير الصمت والألم، وتتذكر وجوها ملأت أيامك بهجة وسعادة، وكيف تبدلت الأشياء حولك، ومن كان حبيبا تخلى عنك فى محنه وأنت أحوج الناس إليه، وتستعيد أيام الحب واللهفة، وكيف تبدلت المشاعر أمام سحابات البعد والإهمال، وتسأل نفسك هل ما كان حبا أم كان مجرد أشواق عابرة، ووعود توارت خلف زوايا النسيان؟.. فى أوقات الشدة يجلس الإنسان مع نفسه كثيرا يراجع وجوها سكنت أعماقه ومنحها الود والمشاعر، ولكنها تغيرت وابتعدت واختارت البعد طريقا، وأنت لا تعرف عنها شيئا إذا كان النسيان أفضل علاج للبعد، فإن الإهمال أسرع طريق للجفاء، ومع النسيان والجفاء تظهر فى قلوبنا أشياء غريبة تسمى القسوة، وهى أسوأ أعداء الحب، لا تحزن إذا صادفتك وجوه لم تحفظ عهدا ولم تنزع من ضميرها مشاعر القسوة، وإذا كنت قد وقعت فى قلوب تزرع الصبار فان الأيام سوف تقدم لك يوما حديقة من الأزهار لا تحزن على حبيب تخلى أو باع واترك الأيام تحكم بينكما من أخطأ ومن أصاب.. الحياة فصول ومواسم هناك خريف بخيل وحزين، وهناك ربيع تغنى فيه العصافير ويرتل الكون شعرا جميلا، وتعزف الحياة أنغامها من أجل صبح جديد.. أتذكر كوكب الشرق والمبدع احمد رامى «دانا لو نسيت اللى كان وهان عليا الهوان أقدر أجيب العمر منين وارجع العهد الماضى أيام ما كنا إحنا الاثنين أنت ظالمنى وأنا راضي».. تبقى الشدائد أصعب الاختبارات فى حياة البشر ويبقى الفرق شاسعا بين إنسان شاركك الألم وإنسان آخر بخل عليك بلحظة سعيدة، ابحث عن السعادة ودعك من الألم، لأننا نعيش الحياة مرة واحدة.