بقلم - فاروق جويدة
هناك تحولات خطيرة تشهدها الآن الحروب التى تجرى فى أكثر من مكان .. لقد تغيرت معدات الحرب ولم تعد الأسلحة التقليدية صاحبة الكلمة فى حسم المعارك .. إن الطائرة المسيرة الحديثة التى كانت يوما من لعب الأطفال تحولت مع التكنولوجيا الحديثة إلى قاذفة قنابل وحاملة صواريخ ، وهى تصل إلى أهدافها بدقة شديدة، وأخطر ما فيها أنها لا تحتاج طيارا يقودها، وهذا يعنى عدم وجود خسائر بشرية بين الطيارين، والمشكلة الآن أن المسيرات الجديدة تعمل بالريموت كنترول وقليلا ما تصيبها وسائل الدفاع الجوى، وأخطر ما فى المسيرات الجديدة أن إنتاجها وتشغيلها ليس أمرا صعبا، وهى متاحة فى دول كثيرة تجيد إنتاجها، ومنها إيران وتركيا، وقد تصل إلى دول صغيرة والكارثة،لو وصلت إلى الأفراد وتصبح بديلا عن الأسلحة العادية وربما تم استخدامها فى حمل القنابل النووية الصغيرة. إن ما حدث فى القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية أخيرا والخسائر البشرية والدمار الذى لحق بالقاعدة يجعل العالم يفكر فى أن التكنولوجيا لم تعد حكرا على أحد وأن لعب الأطفال قد تحولت الى حاملة قنابل وصواريخ وأن التكنولوجيا الحديثة أصبحت مصدرا سهلا للموت والدمار .. إن اختلال موازين القوى فى العالم سوف يجعل دولا صغيرة تنتج الطائرات المسيرة وسوف تكون مصدرا كبيرا للدخل وربما أصبحت من أهم الأسلحة فى الحروب بعيدا عن تجارة السلاح التى تحتكرها الدول الكبري.. إن المسيرات الجديدة التى تعبر الأميال الآن أصبحت تمثل تهديدا جديدا فى الحروب خاصة إنها معدات صغيرة يمكن أن تختفى فى الغابات وتنطلق من الميادين، وفى تقديرى أنها تمثل تحولا خطيرا فى ثورة الأسلحة وأفقدت الكثير من الأسلحة التقليدية تأثيرها لأنها من حيث السعر والكفاءة والإنتاج تفتح أبوابا لسلاح جديد لم يعرفه العالم من قبل.