بقلم - فاروق جويدة
تبقى مرتبة الشهادة أعلى مراتب العطاء الإنسانى وأرقى ما وصلت إليه مشاعر الانتماء والعرفان للوطن، فما بالك إذا كان الشهيد البطل قد لقى ربه وهو فى مقدمة الصفوف وسط جنوده .. اتحدث عن عبد المنعم رياض القائد المصرى العظيم رئيس أركان حرب القوات المسلحة والبطل الذى أصبح يوم استشهاده يوم الشهيد تخليدا لكل شهداء مصر .. لم يكن عبد المنعم رياض بطلا عاديا كان إنسانا صاحب فكر يتمتع بعقل حضارى متفتح وكان مثقفا من طراز فريد ليس فقط فى العلوم العسكرية ولكنه كان على علم واسع بكل ما يجرى فى الحياة .. إن هذا النوع من المقاتلين الشرفاء يدرك مسئوليته فى الحياة عطاء وانتماء ومسئولية، ولم يكن غريبا أن يستشهد فى قلب جنوده فى الصفوف الأولى ويضرب لهم مثلا فى معنى التضحية .. لم يكن عبدالمنعم رياض مقاتلا عاديا ولكنه كان إنسانا عظيما فى مواقفه وفكره، ولهذا لم يقف خلف جنوده ولكنه تصدر الصفوف ليكون القدوة للجميع .. إن عبدالمنعم رياض سوف يبقى لكل الشرفاء نموذجا فى معنى الوطنية ، ومثل هؤلاء الأبطال يعيشون فى قلوب أوطانهم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».. إن الشهادة أعلى درجات العطاء الإنسانى واعظم ما يقدم الإنسان لوطنه، وسوف يبقى عبدالمنعم رياض علامة مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية صدقا ونبلا وعطاء.. إن للشهداء مكانة خاصة فى تاريخ شعوبهم لأنهم أناس قدموا أرواحهم لأوطانهم بكل الإيمان والتضحية فاستحقوا أن نحتفل بهم ليكونوا قدوة فى كل زمان ومكان.