بقلم - فاروق جويدة
فشلت إسرائيل فى أن تحقق نصرا ولو كان ضئيلا فى حربها فى غزة، وبعد أكثر من مائة يوم خرج العسكريون القدامى فى الجيش الإسرائيلى يؤكدون أن النصر أصبح مستحيلا، وأن مطالب إسرائيل فى الإفراج عن الأسري، والتخلص من حماس وتهجير سكان غزة كلها أمور صعبة أمام صمود المقاومة .. لقد سقطت أمريكا فى نفس المستنقع الذى سقطت فيه إسرائيل وأصبح من الصعب أن تتمادى أمريكا فى دعم إسرائيل بعد أن تأكدت أن إسرائيل لم تحقق نصرا أمام حماس .. إن الخسائر التى وقعت فيها إسرائيل كشفتها أمام العالم وأدانت معها أمريكا أمام الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع فى كل بلاد العالم فى ثورة غضب تطالب بوقف القتال فى غزة .. لقد أصبح من الضرورى أن تراجع كل الأطراف مواقفها وخسائرها .. على أمريكا وهى على أبواب الانتخابات أن تعيد الحسابات مع العالم ، وأن تعيد النظر فى دعم إسرائيل .. وعلى إسرائيل أن تدرك أن حماس قوة لا يستهان بها وأنها تتصدر الآن المشهد الفلسطينى وأن شعب غزة انتقل من الاستسلام العربى إلى صفوف المقاتلين الشرفاء، وأن من قدموا الدماء للقضية غير من تاجروا فيها .. كل شيء تغير فى غزة وخسر من خسر وانتصر من انتصر، كنت أتمنى لو أن أطرافا أخرى كانت فى هذا المشهد التاريخى ولكنها غابت .. على العالم أن يعيد حساباته مع الشعب الفلسطينى ويضع القضية فى مكانها حسما واهتماما .. وعلى العالم العربى أن يقرأ ما حدث قراءة صحيحة حتى لا تتكرر الأخطاء والمواقف وأن يدرك الجميع أن غزة التى حاربت تستحق أن يقف معها ملايين الشرفاء فى العالم العربى ..