بقلم - فاروق جويدة
يبدو أن مأساة السودان قد غابت عن الأحداث فى العالم، قليلا ما نسمع أو نقرأ شيئا عن أحداث السودان وكأنه سقط من الخرائط وتحول إلى كائن مجهول.. رغم أن السودان الأرض من أكبر دول إفريقيا ومن أكبر وأغنى الدول العربية، وما حدث فى السودان كارثة إنسانية مزقت الشعب الآمن إلى فريقين تجمع بينهما كل الروابط الإنسانية والتاريخية.
إنهم أبناء وطن واحد وجذور واحدة وكانا فى يوم من الأيام حراس الوطن ومصدر حمايته واستقراره.
إن السؤال الذى يتردد الآن: هل يمكن أن يصل الخلاف إلى القتل والدمار؟، لقد هرب نصف الشعب والنصف الآخر لا يجد ضرورات الحياة؟!، وكيف استشرت لعنة الكراهية بين ابناء السودان؟!، وما ذنب ملايين البشر الذين يهربون من بيوتهم ويموتون جوعا ؟!.
إن السودان من أغنى الدول العربية ومشروع الجزيرة الذى تبلغ مساحته ٢٠٠ مليون فدان يكفى لإطعام نصف العالم العربي، وفى السودان حقول للغاز والذهب واليورانيوم ومياه النيل التى اغتصبتها الحبشة وراء سد النهضة تكفى ملايين السودانيين الذين هربوا من بلادهم.
كثيرا ما سألت أين حكماء الشعب السودانى وكانوا يوما يقودون سفينة الوطن وهو يعيش أصعب اللحظات وأكبر التحديات؟، كيف تركوا السودان يعيش هذا الواقع الكئيب، بل أين الدول العربية التى تركت السودان غارقا فى دماء شعبه؟.
كيف تخلى العالم العربى عن السودان وترك صراع الأشقاء يدمر كل شيء فيه؟! هل نسى العالم السودان ؟!
لماذا غاب عن الإعلام واختفى من خريطة الأحداث، وما هى الأيدى الخفية التى دمرت الوطن الآمن وشردت شعبه بين البلاد.