بقلم - فاروق جويدة
يبدو أن أمريكا سوف تجد نفسها تقف وحيدة بعد أن قامت بدور عدوانى فى حرب غزة ، وشجعت إسرائيل أن تقوم بهذه العملية التى تجاوزت كل حدود الوحشية .. إن انقسام دول أوروبا حول القضية الفلسطينية والاعتراف بإقامة دولة الشعب الفلسطينى يأتى على حساب الهيمنة الأمريكية، ويمهد لخروج أوروبا من الحصار الأمريكى .. أن قرار الجمعية العامة الاعتراف بدولة فلسطين رغم الرفض الأمريكى كان بداية الانقسام بين أمريكا وحلفائها فى أوروبا .. إن هناك خلافات اخرى حول الحرب بين روسيا وأوكرانيا وأن كثيرا من عقلاء العالم وليس أوروبا وحدها يرفضون الدعم الوحشى الذى قدمته أمريكا لإسرائيل.. ولا شك أن الأحداث قد تحمل المزيد من الانقسام بين أمريكا وأوروبا، خاصة أن مظاهرات الجامعات الأمريكية انتقلت إلى جامعات أوروبية كبري، وأصبح قادة أوروبا أمام تحديات كثيرة رغم احتياجهم لأمريكا .. إن الشيء المؤكد أن أمريكا تعيش لحظة تاريخية غاية فى السوء تركت آثارها على الدور الأمريكي، ومدى مصداقية أمريكا فى التعامل مع القضايا العالمية .. إن خروج أوروبا من دائرة الوصاية الأمريكية ليس أمرا سهلا، ولكن ما تحمله الأحداث قد يغير حسابات كثيرة.. إن أمريكا تراهن دائما على احتياج أوروبا لها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ، ولكن وحشية إسرائيل وعدوانها البربرى على غزة وضع العالم كله أمام كارثة كبرى تهدد الاستقرار العالمى ، وتفتح أبواب جهنم على الجميع.. ليست إسرائيل وحدها سبب الخلاف بين أمريكا وأوروبا ولكن أوكرانيا تمثل أزمة حقيقية فى توزيع الأعباء والدعم العسكرى وحرب روسيا .. إن أمريكا بعيدة عن مرمى النيران الروسى ولكن أوروبا قريبة جدا خاصة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ولهذا فإن الخلاف بين أوروبا وأمريكا لم يعد شيئا مستبعدا .