بقلم - فاروق جويدة
كثير من الناس يعتقدون أن زمان الحب قد انتهى وأن إنسان هذا العصر لم يعد قادرا على أن يحب، وأن الحب زائر غريب فى أيامنا لأن أشباح الكراهية أصبحت الآن أسلوب حياة وتجدها فى كل مكان.. وفى زمن أصبح القتل فيه حقا للعصابات بكل ألوانها الأمنى والسياسى أخذ الحب أشياءه ورحل، وقد سادت هذه الأفكار السوداء وسيطرت على عقول الناس وأبسط الأشياء أن يقال لك أين هذا الحب؟ وكل الأشياء حولنا تمارس القتل وتدعو للكراهية.. إن الإنسان تقدم فى أشياء كثيرة ولكنه فقد القدرة أن يحب وهذه فى الحقيقة نظرة متشائمة لأن الحب من ثوابت الحياة ولأن الله سبحانه وتعالى خلق الحب قبل أن يعرف الإنسان سراديب الكراهية.. إن الطفل الوليد تعلم أول دروس الحب فى أحضان أمه وذاق طعم الحنان وهو يحبو كل المشاعر الجميلة تعلمها الإنسان قبل أن يدور فى الشوارع ويصبح حقا مستباحا بين خطايا البشر.. وإذا كانت المشاعر قد تغيرت والقلوب تشوهت وتعلم الإنسان القتل والموت والجريمة بعد أن فارق أحضان أمه فهو مسئول عن خطاياه.. إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على الحب وعشق الحياة وحين ساءت أحوال البشر تحولت الحياة إلى غابة مخيفة وإذا أردت أن تعرف الحقيقة فاسال الإنسان من غيرك.. إن عصور القهر والطغيان تركت إنسانا مشوها وحين استبدل الزهور بالخناجر أصبح قاتلا وحين استبدل الحرام بالحلال أصبح لصا وحين اختار الكراهية أسلوب حياة انسحب الحب وترك خلفه قلوبا موحشة.. إن الإنسان الذى تخلى عن الرحمة واستبدل الحب بالكراهية لم يعد ذلك الكائن القديم الذى خلقه الله سبحانه وتعالى محبا للحياة وكارها للظلم ولهذا دفع الثمن فى أنهار من الدم شوهت صورة الأشياء والبشر.