بقلم - فاروق جويدة
عادت قناة السويس تقتحم كل الأحداث الدولية وما يجرى فى حرب غزة أمام وحشية إسرائيل وفوضى القرار الأمريكى وغياب الرؤى أمام معظم دول العالم .. إن العالم يدرك أهمية قناة السويس وكيف كانت إنجازا تاريخيا وضع مصر فى مكانة خاصة رغم كل ما تعرضت له من التحديات ولكنها بقيت واحدة من أهم ثوابت القرار المصرى حربا وأمنا وسلاما .. إن قناة السويس الآن ليست مجرى مائيا ولكنها ثقل سياسى واقتصادى وأمنى ترك آثاره على العالم كله .. إن مصر تدرك أهمية قناة السويس التى تتوسط العالم وتجمع الشرق والغرب وتسهم بنصيب كبير فى التجارة العالمية .. إن على المصريين أن يدركوا أهمية قناتهم ، وإنها تلعب أكبر الأدوار فى التجارة العالمية .. لقد ارتفعت أسعار كل شيء فى العالم أمام ارتفاع تكاليف الشحن ومخاطر المرور فى البحر الأحمر والتأمين على السفن .. وفرضت هذه الأشياء أعباء جديدة على الاقتصاد المصرى أمام تراجع دخل مصر من القناة خاصة انه لا احد يعلم متى تتوقف الحرب فى غزة ومتى يصبح البحر الأحمر طريقا آمنا مرة أخري.. إن قناة السويس معجزة مصرية خدمت العالم عشرات السنين وهى الآن تؤكد أن الشعوب أحيانا تنسى ما لديها من الكنوز والثروات .. ويجب بعد أن تهدأ الأشياء أن نعيد النظر فى اهتمامنا بالقناة ونضعها فى المكانة التى تستحقها كمورد أساسى من أهم موارد الاقتصاد المصرى .. لقد كانت القناة دائما من أهم طرق التجارة العالمية وكانت مطمعا لقوى كثيرة وكما حفر المصريون قناتهم فقد دافعوا عنها وماتوا فى سبيلها وأدركوا دائما أنها تاج مصر العريق ومجدها الذى لن يغيب..