بقلم - فاروق جويدة
أصعب الأشياء أن تنتظر حبيبا غاب، سوف تشعر أن شيئا منك سافر وأنت لا تدرى هل هو قلبك أم عقلك أم أن كل شيء فيك قد سافر وأنت لا تعرف متى سيعود.. حين تجد نفسك وحيدا وسط حشود من البشر لا تعرف منهم أحدا وربما لم تشاهد منهم أحدا من قبل رغم إنك تعرف أن الوجه الذى تنتظره لن يجيء، وأن الزحام حولك لا يعنى شيئا غير انها أجسام مكدسة، ورغم هذا تنتظر لعل المسافر أن يعود.. إنك تنتظره حقيقة وقد تراه خيالا وقد يبدو مجرد حلم عشته زمانا وتخلى عنك وأنت أحوج الناس إليه.. إن انتظار الأحباب هم ثقيل على النفس خاصة إذا كانت لدينا أطياف كبرياء وظلال لهفة، لا أقول الشوق لأن البعد دائما يعاند الأشواق، ولا أقول الحلم لأن الحلم كائن ضعيف لا يستطيع أن يقاوم قسوة الظروف وغياب الأحبة.. سوف تنتظر كثيرا لأن الحبيب الغائب شغلته أشياء أخرى، ربما صادف قلبا آخر يؤنس وحدته، ربما أشفق عليه الزمن بلحظة أمل تبدد وحشته، لقد أصبح مشغولا.. والناس أنواع البعض لا يتعب نفسه كثيرا إذا أظلمت السماء وجد فى آخر الطريق ضوء أسرع إليه.. والبعض الآخر يهرب إلى نفسه حيث المأوى والملاذ.. وهناك من كان مثلى وقف على جانب الطريق وقد يطول به الانتظار رغم أنه يعلم أنه فى انتظار من لا يجيء.. إن أصعب الأشياء على النفس أن تنتظر حلما وأنت تدرك أنه أبعد ما يكون، وأن تنتظر حبيبا وأنت على يقين أن الطريق أصبح أكثر من طريق، وأن من كان حبيبا أصبح غريبا، ولا امل فى الرجوع.