بقلم - فاروق جويدة
من أكبر الأخطاء أن يوضع الرجل غير المناسب فى مكان ينبغى ألا يكون فيه .. إن الطبيب الذى لا يفهم مهمته يخطئ فى علاج المريض وقد يكون سببا فى وفاته، والمدرس الذى يسيء معاملة تلاميذه مدرس فاشل, والكاتب الذى لا يقدر مسئولية الكلمة ينبغى آن يبحث عن عمل آخر، والوزير الذى يضع السدود والحواجز بينه وبين الناس لا يستحق ان يبقى فى منصبه. بعض الناس لا يعنيه فى الوظيفة غير بريقها وهناك أشخاص لا يقدمون للناس شيئا غير أن يحمل اللقب والسيارة وكشك الحراسة، وإذا طلبت منه أن يرعى مصالح الناس فلن تجده إلا أمام الشاشات وأروقة الصحافة، وللأسف الشديد أن بعض أصحاب المناصب لا يذكر الناس أسماءهم او ملامحهم، والحل عندى أن نحسن اختيار الأشخاص بعيدا عن المجاملات والمعارف أو الأقارب لأن الطبيب إذا أخطأ مات المريض بين يديه والمدرس قد يفسد جيلا، والكاتب قد يدمر عقل أمة وحتى السائق إذا أخطاء أغرق من معه فى أقرب ترعة وحين يكون الاختيار سليما والإنسان المناسب فى المكان المناسب تسير السفينة فى أمان دون الخوف عليها وفى أحيان كثيرة يكون سوء الاختيار اقرب طريق للكوارث .. إن فساد العلاج بسبب طبيب عاجز، وفساد التعليم بسبب مدرس بلا وعى، وفساد البشر بسبب فكر شاذ والفرق بين الهدى والضلال مجتمع يفتى فى كل شيء، وتجد الرجل غير المناسب يتصدر المشهد لأنه الأعلم والأذكى.. إن مشكلة هذا العالم هى الاختيار فى كل شيء أن تختار مكانا أو إنسانا أو عملا والاختيار الخاطئ كارثة خاصة إذا كان الإنسان يقدم خدمة أو يصدر قرارا أو يتحمل المسئولية فى شأن من شئون الحياة، ما أجمل أن يكون الاختيار صائبا حتى يوفر على الناس هموما ثقيلة.