بقلم - فاروق جويدة
بعث يسألنى عن حبيبته التى هجرت بعد قصة حب دامت سنوات ويتمنى أن تسامحه لأنه فشل فى تحمل غيابها.. ويقول انه على استعداد أن يفتح صفحة جديدة معها المهم أن تسامحه.. وأنا لا أعرف ماذا حدث بينهما ومن أخطأ فى حق الاخر، ولماذا تركته واختفت ومن تنكر للآخر، وماذا دار بينهما حتى تترك العش وتهرب كل هذه أشياء لم تتضح فى الرسالة غير انه يتمنى أن تسامحه، وهذا يعنى أن هناك جرحا فرق بينهما فمن كان سببا فيه حين تهرب العصافير.. لابد أن العش لم يعد يوفر لها الأمن والحماية، أو أن رفيق العمر تنكر وربما اختار عشا آخر.. واعتقد أن الحب الحقيقى لايترك الجراح والمفاجآت حتى لحظات النهاية يجب أن تكون أكثر إنسانية، وإذا كان من حق كل حبيب أن يصافح حبيبه ويمضى فيجب أن يعرف كل طرف ماذا حدث، ولماذا كان الفراق.. إن الغموض فى المواقف والمشاعر يفتح أبوابا كثيرة للهواجس والظنون، وإذا كان ولابد من الرحيل فلنفترق أحبابا بحيث تبقى ذكريات جميلة ومشاعر دافئة ربما عادت سفينة الأحلام مرة أخري، ووجد كل حبيب انه لايستطيع الحياة بدون الأخر.. وللصديق صاحب الرسالة حاول أن تعيد جسور الود وإن كانت مازالت تحبك فلن تخذلك أبدا.. إن الحب الحقيقى لا يموت لكنه مثل كل الأشياء يمكن أن يعانى الوحشة والألم، وقد يمر بلحظات صعبه يفتقد فيها الإحساس بالأمن والأمان ولكنه يقاوم ويصبر ويتحدى وكل ذلك يمكن أن يضيع ويتلاشى إذا فقد المحبون اللهفة والتواصل. وأصبح الفراق واقعا وضرورة.