بقلم - فاروق جويدة
أنا عاشق قديم لصوت نجاة الصغيرة، وعشت سنوات طويلة مع أغانيها البديعة وكانت لها مملكتها الخاصة، فهى لم تقلد أحدا وأقامت لنفسها صرحا بجوار أم كلثوم وفيروز وصوت نجاة فيه انسيابية تشبه ماء الأنهار، وهى تغنى لنفسها ولذلك حرصت على اختيار كل شيء ونجاة عاشت فى ظل نخبة من رموز مصر عبد الوهاب وكامل الشناوى ومصطفى أمين ويوسف إدريس ويوسف السباعى ونزار قبانى، وكانت تتمتع بمكانة خاصة بين المثقفين .. قابلت نجاة منذ سنوات فى بيت عبد الوهاب وكنا نرتب معا غناء قصيدتى «فى عينيك عنوانى» التى لحنها عبد الوهاب وأكملها الموجى وغنتها سمية قيصر وانسحبت نجاة بعيدا عن الأضواء وقد زرتها فى هذا الوقت فى رفقة صديقى الفنان الراحل يوسف فرنسيس .. وعاش عشاق نجاة الصغيرة مع أغانيها وما أنجزته فى مشوارها الفنى وكان ثريا وجميلا وإن افتقدت الساحة الفنية صوت نجاة بكل ما فيه من الرقة والإحساس .. وفى الأيام الأخيرة عادت نجاة تطل على محبيها من المملكة العربية السعودية فى حفل تكريم لها مع عدد من كبار النجوم فى العالم العربى من بينهم الزعيم عادل أمام وشباب السينما المصرية .. وتكريم نجاة فى السعودية شىء جميل لأن تكريم الفن فى أى عاصمة عربية تكريم للقيمة والإبداع وهو إضافة حقيقية للأغنية المصرية التى احتلت لسنوات الصدارة فى الوجدان العربى .. وأنا لا ألوم نجاة لأن السعودية كرمتها بل إننى أتوجه بالشكر لمن قام بهذه اللفتة الجميلة .. إن الفنان ملك لكل من أحبوا إبداعه وقدروه وكما كرمت السعودية عبد الوهاب وأم كلثوم والموجى وبليغ فإن تكريمها نجاة الصغيرة قرار حكيم وفى النهاية فإن تكريم أى فنان مصرى فى أى مكان تكريم للفن المصرى الذى أسعد هذه الأمة سنوات طويلة .. وشكرا للمملكة العربية السعودية على هذه اللفتات الحضارية الجميلة..