بقلم - فاروق جويدة
اقتراح غريب يدور الآن فى كواليس أصحاب القرار حول مستقبل الأمن فى غزة، بحيث تدخل قوات أجنبية لحفظ الآمن .. وقد رفضت الدول العربية هذا الاقتراح المريب .. إن دخول قوات عربية عزة تحت دعوى حفظ الأمن مغامرة خطيرة لأن ذلك يعنى صداما مسلحا بين القوات العربية والمقاومة الفلسطينية، وهذا ما تريده إسرائيل أن يقتل العرب بعضهم وإذا كانت القوات العربية لم تدخل عزة لحمايتها من العدوان الإسرائيلى فهل تدخل الآن حماية لإسرائيل وتنفيذا لرغبة أمريكا .. إن الدول العربية تركت المقاومة الفلسطينية تخوض معركتها مع إسرائيل دون أن يتدخل احد ولهذا ليس من حق احد أن يدخل غزة تحت أى شعار .. لاشك أن المقاومة كتبت فصلا جديدا فى حرب إسرائيل رغم تفاوت الإمكانيات بين جيش نظامى ومقاومة شعبية، ولكن الحسابات تغيرت لأول مرة فى الصراع العربى الإسرائيلى واثبت الشعب الفلسطينى أنه قادر على مواجهة الجيش الذى لا يقهر دون دعم من احد .. إن عزة التى وقفت أمام مشروع صفقة القرن وغيرت كل الحسابات قادرة على أن تحمى أمنها وترابها وتمضى فى مشروعها لتحرير الأرض واستعادة الكرامة .. إن المؤامرة التى شاركت فيها أطراف كثيرة مازالت تكمل فصولها رغم الملايين الذين خرجوا فى مظاهرات تطالب بوقف شلال الدماء الذى يتدفق كل يوم فى شوارع غزة .. إن ما حدث فى حرب غزة سوف يكون دروسا للأجيال القادمة فى الصمود والبطولة وسوف يسقط كل دعاوى التفوق التى كانت قوى الشر تحاول أن تنشرها بين شعوب العالم .. لقد أصبح من الضرورى أن تتصدر القضية الفلسطينية قائمة القضايا الدولية وعلى العالم العربى أن يقف خلف المقاومة الفلسطينية من أجل إعلان قيام دولة فلسطين وإذا كانت القضية قد تخلى عنها البعض حربا فلا أقل من أن يسعى الجميع لعودة الحق للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته..