فاروق جويدة
حملنى الصديق د. مجدى العفيفى فى كتابه الجديد آخر 200 يوم مع أنيس منصور فى رحلة ثرية وممتعة فى مشوار كاتبنا الكبير الغائب الحاضر أنيس منصور.
كان كاتبنا الكبير قارئا لكل شئ مسافراً فى كل مكان عاشقا للكلمة بكل أطيافها وبين هذه الثلاثية القراءة والسفر والكلمة قضى أنيس منصور حياته وقدمها بكل سخاء قربانا للقارئ الذى أحبه وللزمن الذى عاش فيه.
جاء كتاب مجدى العفيفى ليسطر لنا آخر رحلات أنيس منصور ما بين المرض والأصدقاء والأحباب وفى الكتاب اعترافات كثيرة ومناطق كان أنيس منصور يحرص الا يخوض فيها فى حياته..وكاتبنا الراحل كان عاشقا للحكايا والقصص وقد سار على درب كامل الشناوى الذى حكى كثيرا وكتب القليل من الشعر لكن أنيس منصور كتب كثيرا وحكى أيضا الكثير.
كان نصف عمر أنيس مع الحكايا والنصف الآخر مع الكتابة..عاش مجدى العفيفى مع أنيس منصور رحلته مع المرض وهى أقسى ما تعرض له كاتبنا الكبير ما بين الألم والوحشة والأسئلة فقط عاش حياته كلها متسائلا وحين اقتربت النهاية لم يجد اليقين الا فى رحاب خالقه وهذه محنة أهل الفكر يطوفون العالم بالأسئلة ولا يجدون الإجابة إلا على أبواب النهاية.
كان أنيس منصور دائما متسائلا ومجادلا ورافضا فى كل مراحل فكره وفى أحيان كثيرا اخذ الدنيا معه إلى مناطق مثيرة مجهولة وغامضة ولكنه عادة يعود ومعه الجديد والمزيد من الأسئلة وفى كتاب 200 يوم مع أنيس منصور محطات كثيرة ما بين الأدب والسياسة وما بين الحب والزواج وما بين السفر والترحال ومابين الساسة وسلطة القرار.
حكايات كثيرة عن أحداث دارت بين أنيس والسادات ورفاق مشوار ورحلة فى بلاط صاحبة الجلالة وبين رموز الفن الكبار الذين عاش معهم وأطربوه وأطربهم..ووسط هذا كله تطل صفحات عن حياة أنيس منصور الخاصة وكان قليلا ما يتحدث فيها..عرفت أنيس منصور سنوات طويلة وبعد ان انتهيت من قراءة هذا الكتاب أدركت اننى لم أكن اعرف عنه شيئا..انها رحلة مع واحد من اكبر وأشهر كتاب الصحافة المصرية وأقربهم إلى قلبي.
نقلاً عن "الأهرام"