فاروق جويدة
الرجوع الى الحق فضيلة ولا اعتقد ان وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة سوف يتمسك بقراره فى توحيد خطبة الجمعة من خلال توزيعها على أئمة المساجد فى صيغة واحدة.
.إذا كان البعض يطالب بالاجتهاد وفتح مجال للحوار حول الخطاب الدينى فإن الخطبة الموحدة سوف تغلق كل الأبواب، فليس مطلوبا ان يكون أئمة المساجد نسخة واحدة، ان المفروض فى خطبة الجمعة انها تفتح آفاقا أوسع للمعرفة والثوابت والحوار والاجتهاد ولا يعقل ان تتجمد كل الأشياء عند ورقة تحمل سطورا توزع على المساجد كل أسبوع، ان فى ذلك اغتيال لقدرات رجال الدين فى مساجدهم وهى تغلق عليهم كل محاولات الاجتهاد والمعرفة..هناك اختلاف كبير فى المستوى الفكرى والثقافى والدينى عند علماء الدين بل ان لكل مسجد خصوصيته وإمام مسجد الحسين او السيدة زينب او السيدة نفيسة رضوان الله عليهم يختلف تماما عن مستوى مساجد اخرى فى الأرياف او الكفور ان امام مسجد الحسين رضى الله عنه يختلف فى المكان والأهمية والجموع التى تصلى فيه ومن حق الإمام فيه ان يجتهد وهذا الاجتهاد لن يكون بخطبة يقرؤها ان هذا يقتل فى رجال الدين روح البحث والاختلاف والمعرفه..على جانب آخر فإن الشخص الذى سيكتب خطبة الجمعة لمساجد مصر كلها لن يكون أفضل من علماء آخرين لديهم قدرات افضل لصياغة خطب أكثر ثراء وتأثيرا..ان فى هذا القرار شىء من الاستبداد بل أكثر لأنه يفرض على الشعب كله كلمة واحدة ورأيا موحدا وصيغة لا تقبل الخلاف..فى القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على البحث والمعرفة اول آيات القرآن اقرأ..ثم جادلهم بالتى هى أحسن..ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة..لقد كان الخلاف بين الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم اكبر دليل على ان الإسلام دين اختلاف وحوار كان الشافعى ومالك وابو حنيفة وابن حنبل كل واحد له مدرسته وتفسيراته وكل واحد قدم رؤيته واجتهاده ولا اعتقد ان الإسلام فى كل العصور قد شاهد خطبة موحدة فى كل أقطار المسلمين ان التعددية من اهم ثوابت الإسلام فى الفكر والحياة.