فاروق جويدة
خبراء المال والاقتصاد في العالم يتذكرون موجات الثراء التي اجتاحت العالم بسبب مهرجان إنشاء شركات التكنولوجيا منذ سنوات.. في هذه الطفرة المريبة حققت شركات ضخمة ارباحا مذهلة وتدفقت ملايين الدولارات كأرباح لأسهم شركات التكنولوجيا وفجأة هبط كل شيء وتراجعت اسعار هذه الأسهم وخسر المضاربون اموالا كثيرة.. وقد افلست شركات كثيرة بسبب هذه المضاربات ولعل هذا ما حدث اخيرا حين طرحت شركة فيس بوك اسهمها للإكتتاب بسعر 38 دولارا للسهم.. وبعد ساعات ارتفع سعر السهم لكي يصل إلي 42 دولارا.. وفجأة هوت الأسعار إلي 34 دولارا ثم 28 دولارا وفي أخر المطاف استقرت في القاع ووصلت إلي 20 دولارا للسهم.. صاحب الشركة وهو شاب صغير أخذ من هذا الإكتتاب 39 مليار دولار وذهب مع خطيبته في شهر العسل.. بينما خسرت الشركة من قيمتها السوقية اكثر من 34 مليار دولار ولم تحدث هذه الخسارة في شركة اخري من قبل.. وهذا المسلسل من الخسائر حدث قبل ذلك مع شركات مثل ياهو فقد وصل سعر السهم فيها في يوم من الأيام إلي اكثر من 400 دولار في العصر الذهبي لشركات التكنولوجيا ولكنه هبط ليصل بعد ذلك إلي 15 دولارا وربما اقل. في شركة فيس بوك الآن اكثر من مليار مشترك كلهم علي الورق وهذه هي الأزمة الحقيقية لشركات التكنولوجيا في العالم انها بلا اصول.. انها فقط مجموعة من الأوراق والأسماء والكابلات والإتصالات ولعل هذا يختلف عن الشركات الضخمة التي تقف وراءها اصول وعقارات ومنشأت ومصانع وانتاج ضخم ولهذا سرعان ماتتهاوي اسعار اسهم التكنولوجيا في الأسواق لأنها شركات بلا اصول.. والآن ينعم صاحب شركة فيس بوك مع زوجته الحسناء في رحلات خارجية بينما ينعي المضاربون في البورصة حظهم التعس بعد ان خسروا نصف مدخراتهم في شراء سهم مضروب ولنا ان نتصور شخصا اشتري السهم بمبلغ 38 دولارا واصبح الأن 20 دولارا فقط إنها قصة من قصص النصب علي الطريقة الأمريكية.