توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هناك فرق

  مصر اليوم -

هناك فرق

فاروق جويدة

  برغم كل ما حدث في معركة الانتخابات الأمريكية بين اوباما ورومني انتهي كل شئ بشكل حضاري بإعلان النتيجة وفوز الرئيس أوباما‏..‏  لم يأخذ المرشح المهزوم فريقا من رجاله ويهاجم البيت الأبيض ليمنع الرئيس المنتخب من الوصول إليه.. ولم يخرج رومني علي شاشات التليفزيون يلعن الرئيس أوباما ويقول انه كان أحق منه بالبيت الأبيض.. ولم يشتبك أنصار المرشحين في الميادين تحت اي شعار لأن الديمقراطية الحقيقية هي الربح والخسارة والفوز والهزيمة.. حدث الشئ نفسه حين خرج الرئيس ساركوزي مهزوما في الإنتخابات الفرنسية وظهر في اليوم التالي لفوز الرئيس هولاند برئاسة فرنسا يعانق الرئيس المنتخب ولا يخجل من هزيمته مع انه كان يسكن قصر الإليزيه وتحت إدارته كل شئون الدولة.. هذه النماذج الحضارية في السلوك تمثل الروح الحقيقية للديمقراطية بعيدا عن اساليب التزوير والإقصاء والإستيلاء علي السلطة بالقوة.. ان الدول التي تخطو خطواتها الأولي نحو الديمقراطية يجب ان تتعلم اولا اصولها في الحوار وثقافة الإختلاف وان تحترم نتائج صناديق الإنتخاب وان تدرك ان الوصول للسلطة ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة لخدمة الشعوب وتحقيق العدالة وإقامة دولة عصرية متقدمة.. في مقارنة بسيطة بين ما حدث في امريكا وفرنسا من توابع إيجابية للإنتخابات وما شهده الشارع المصري حتي الأن من صراعات فجة بين التيارات السياسية بحيث اصبح الهدف هو السيطرة الكاملة علي كل شئ دون إحساس بالمسئولية.. في امريكا وفرنسا وغيرها من الدول المتقدمة تنتهي كل الصراعات والمعارك مع إعلان النتيجة ويعود المواطنون إلي اعمالهم أما عندنا فمازال الشارع يغلي ومازال التراشق بالإتهامات والإعتصامات والمظاهرات وقبل هذا كله شعب لا يعمل.. إن ابسط القواعد الديمقراطية في العالم هو الإعتراف بالرأي الآخر وإرساء مبدأ الحوار واختلاف الأفكار وإذا غابت هذه الأشياء والمفاهيم فإن الديمقراطية تتحول إلي فوضي ويصبح من الصعب بل من المستحيل تحقيق الأمن والإستقرار ومع تعدد التجارب اكتسبت الشعوب خبرات كثيرة وتعلمت كيف تتصارع الأفكار بلا فوضي وكيف تختلف الآراء بلا إتهامات وصراعات وشتائم.. هناك فرق. fgoweda@ahram.org.eg   نقلًا عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هناك فرق هناك فرق



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon