توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نقطة تحول

  مصر اليوم -

نقطة تحول

فاروق جويدة

انسحبت قوات الشرطة أمام حشود الجماهير التي حاصرت قصر الاتحادية مقر رئيس الدولة في مصر الجديدة‏..‏ كان مشهدا راقيا بكل المقاييس ان الشرطة لم تعد سيفا مسلطا علي رقاب الشعب ولكنها تمثل الحماية للجميع‏.. هذا التحول في عقيدة رجل الشرطة يمثل إنجازا حضاريا وأخلاقيا كبيرا وهي نقطة تحول تاريخي في علاقة الشرطة بالشعب.. علي الجانب الآخر كانت جموع المتظاهرين تجلس علي إحدي المدرعات الخاصة بالشرطة تحميها من إنفلات الجماهير.. وقبل هذا كله ذهب المتظاهرون إلي قصر الاتحادية سيرا علي الأقدام من ميدان التحرير.. ومسجد النور بالعباسية ورابعة العدوية بمدينة نصر ومسجد الفتح وتجمعوا بالالاف حول القصر الجمهوري وبعد ان تركوا رسالتهم عادوا مرة أخري إلي ميدان التحرير سيرا علي الأقدام ومنهم الأمهات والآباء والأطفال ولم تحدث أزمة واحدة سواء في رحلة الذهاب أو العودة.. هذه الحشود اعادت لنا ذكريات وسلوكيات واخلاقيات ثورة يناير حين تجمع الملايين في ميدان التحرير ولم يشهد الميدان جريمة واحدة واختفي اللصوص من الساحة وكانت تجمعات الشباب حول مداخل الميدان تضع قواعد صارمة للدخول والخروج حتي لا يتسلل أحد لإفساد هذا المشهد التاريخي لا أدري إلي متي سيتحمل فقراء مصر وسكان العشوائيات هذه المليونيات إلي متي ستظل الصراعات السياسية تعصف بنا ومتي تتوحد إرادة هذا الشعب للخروج من هذا النفق الطويل المظلم.. نحن امام تيارين لا بديل للالتقاء بينهما.. ان التيار الإسلامي لن يحكم وحده وهو أحوج ما يكون لفتح ابواب المشاركة مع التيارات الأخري.. والتيار الليبرالي لن يستسلم للرأي الواحد والاتجاه الواحد ولا بديل امام جميع القوي غير ان تؤمن بالحوار والتفاهم وإنكار الذات في هذه المرحلة التاريخية الصعبة.. ان المليونيات مهما كبرت هنا أو هناك لن تحل مشاكلنا والمظاهرات ومهما طالت لن تصل بنا إلي بر الأمان وعلي الجميع ان يدرك ان مصر في خطر وان أي رصاصة طائشة وسط هذا الصخب وهذا الزحام يمكن ان تتحول إلي مأساة شعب وليس صراعات نخبه.. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة تحول نقطة تحول



GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon