توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة

  مصر اليوم -

كارثة

فاروق جويدة

قرأت حكاية المدرس الذي رفض توسلات تلميذه الذي لم يتجاوز عمره العشر سنوات ليقضي حاجته في دورة المياه ومات التلميذ مصابا بحالة من التسمم الغذائي‏..‏ في حياة المصريين ظواهر كثيرة تحتاج إلي معالجات نفسية وعصبية بل ان البعض يحتاج إلي مصحات للعلاج النفسي ابتداء بالسيرك السياسي وانتهاء بما يحدث في حياة المواطنين العاديين.. منذ سنوات ونحن نتابع ظاهرة قتل الأزواج علي يد الزوجات وتجاهلنا الظاهرة حتي اتسعت وبعد ان كان القتل بسم الفئران سادت موضة قتل الأزواج وتقطيع أجسادهم بالسواطير.. واتسعت الدائرة لنجد الأم التي تقتل ابنها بسبب العشيق ثم بدأت ظواهر أخري أخطرها عمليات التحرش الجنسي في الأماكن العامة وفي وسائل المواصلات وكان من أبرز الحوادث التي شهدها المصريون أخيرا اغتيال الأشخاص وتعليق جثثهم علي الأشجار وأعمدة النور بحيث أقيم أكثر من معرض لهؤلاء القتلي.. ومن هنا انتشرت ظواهر العنف التي بدأت بالأسرة وانتهت بالشارع ووسط هذا كله تظهر أحيانا جرائم تؤكد حالات من الأمراض النفسية.. ان ما حدث مع المدرس وتلميذه الذي مات بالتسمم الغذائي هذا المشهد حدث في أحد الأفلام الحديثة مع مدرس اللغة العربية الذي اضطر إلي التبول علي نفسه بعد ان منعه بعض تلاميذه من دخول الحمام.. ما أشبه الطفل القتيل بيد مدرسه بالمدرس القتيل ايضا نفسيا بيد تلاميذه.. لقد اختلطت الأشياء في حياتنا امام منظومة للقيم لم يعد لها وجود وبعد ان كنا نقول كاد المعلم ان يكون رسولا وجدنا المعلم في صور كثيرة لا تليق بجلال التعليم وقدسيته.. ولم يكن المدرس هو الضحية الوحيدة ولكن من يشاهد بقية المهن والوظائف سوف يكتشف انه لم تعد هناك قدسية لشيء علي الإطلاق.. هل هي أمراض نفسية أم عقد أم خلل في أساليب التربية امام غياب الأسرة والمدرسة والمجتمع كله..في مصر الآن ظواهر تتطلب دراسات اجتماعية ولدينا العشرات من مراكز البحوث الاجتماعية التي تقدم عشرات الأبحاث ولا يقرأها أحد.. إصلاح هذا الوطن لا بد وان يبدأ بإصلاح الإنسان فيه لأننا فعلا امام كارثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة كارثة



GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon