فاروق جويدة
في يوم من الأيام دخل الإخوان المسلمون الانتخابات البرلمانية مع حزب الوفد ضد الحزب الوطني.. ثم خاضوا معركة ضارية ضد النظام السابق مع حزب العمل واغلقت الحكومة جريدة الشعب.
وحتي عهد قريب كانت هناك مفاوضات وتقارب شديد بين الوفد والإخوان وكنت دائما اتصور ان في الإخوان تيارا مستنيرا يرفض التشدد ويؤمن بالحوار وفي ثورة يناير كانت المسافة بين الإخوان والليبراليين أقرب كثيرا من السلفيين ولكن الذي حدث كان غير ذلك واتجه الإخوان إلي الأحزاب السلفية الأكثر تشددا وكان ذلك علي حساب علاقة تاريخية بين الإخوان والقوي الليبرالية وقد عكست نتائج المرحلة الأولي من الاستفتاء تغيرا شعبيا كبيرا مع الإخوان حيث أقتربت المسافات ما بين56% قالوا نعم و44% قالوا لا وفي تقديري ان هذه النتيجة السلبية ليست في صالح الإخوان وكان السبب في ذلك كله التشدد السلفي الذي دفع الإخوان ثمنه في أول تجربة لهم في الحكم خلال ثمانين عاما.. لقد دفع الإخوان ثمن أخطاء السلفيين ابتداء بما حدث في الجمعية التأسيسية للدستور وانتهاء بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي وإحراق مقر حزب الوفد.. ورغم الإدانات التي صدرت في جهات كثيرة حول هذه الأخطاء إلا ان التيار الإسلامي مجتمعا دفع فاتورة هذه الأخطاء بما في ذلك الإخوان المسلمون.. بعد الثورة مباشرة وفي أعقاب سقوط النظام احتل التيار الديني صدارة المشهد وبعد أقل من عامين تغيرت المواقف والنتائج ونظرة المجتمع لهذه التيارات والأن جاء الوقت لكي يراجع التيار الديني مواقفه وماهي أسباب هذا التغير.. كان خروج المرأة المصرية في الاستفتاء الأخير أبرز نتائج ومؤشرات هذا التغير بعد كل ما أصابها من تهميش واعتداء في الفترة الماضية. ان أخطر مظاهر التحول في الشارع المصري منذ قيام الثورة وحتي الآن هو هذا الحضور الطاغي في المشهد للمرأة المصرية وهذا التحول سيعيد للشارع السياسي المصري الكثير من توازنه وما فشل فيه الرجال أنجزته المرأة المصرية صاحبة التاريخ العريق.
وأهلا بنساء مصر في معارك السياسة.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"