فاروق جويدة
حصل المعارض الليبي سامي السعدي علي عشرين مليون جنيه مصري تعويضا من الحكومة الإنجليزية التي تواطأت مع النظام الليبي في عهد القذافي
وسلمته للمخابرات الليبية بالاشتراك مع المخابرات الأمريكية وقد تم اكتشاف الجريمة حين عثرت مؤسسة هيومان رايتس ووتش علي مراسلات سرية بين المخابرات الأمريكية والإنجليزية والليبية حول هذا المعارض بعد سقوط القذافي في أوراق رئيس المخابرات الليبية موسي كوسا.. هناك تاريخ طويل من التعاون المشبوه بين أجهزة المخابرات العربية والأوربية في مطاردة المعارضين السياسيين رغم الخلافات الظاهرية بين هذه الدول وبعض الحكام العرب.. وقد وصلت درجة التعاون إلي تبادل وسائل التعذيب حيث كانت بعض العواصم العربية تقدم خبراتها التاريخية في هذا الشأن لأجهزة المخابرات الغربية.. وهناك أسماء ورموز اختفت في ظروف غامضة كما حدث مع الكيخيا في القاهرة والإمام موسي الصدر في ليبيا هذا بجانب اغتيالات كثيرة شهدتها عواصم أوروبية وعربية دون الكشف عن أسرارها كانت هناك علاقات غامضة بين النظم العربية المستبدة وحكامها الطغاة والعالم الغربي المتقدم الذي تغني كثيرا بالحريات وتكشفت هذه الجرائم بعد ثورات الربيع العربي.. وربما سيجيء الوقت لكي تظهر حقائق كثيرة حول اختفاء بعض الأشخاص في ظروف غامضة منهم السياسيون والكتاب والشخصيات العسكرية والعلماء والمفكرون ونشطاء حقوق الإنسان ومازالت أسرار اغتيال الليثي ناصف وسعاد حسني وأشرف مروان ود. المشد وغيرهم تطرح تساؤلات كثيرة وربما ظهرت في أوراق أجهزة المخابرات حقائق جديدة عن هذه العمليات التي تمت في ظروف غامضة واختلفت أسبابها مابين تجارة السلاح والتخابر وتصفية المعارضين.. في دول العالم الثالث ملفات مريبة وعلاقات غريبة مع دول كبري تتحدث كثيرا عن حقوق الإنسان والحريات رغم انها تمارس أسوأ انواع القتل المعنوي والاغتصاب الفكري وكانت حكاية المعارض الليبي الذي حصل علي هذا التعويض واحدة من هذه القصص وربما حملت الأيام القادمة قصصا أخري وأسماء جديدة في ملف المعارضين العرب والأنظمة القمعية..
نقلاً عن جريدة "الأهرام"