فاروق جويدة
سألتني أيهما أفضل وأجمل ان اتزوج رجلا يحبني..أم اتزوج برجل أحبه.. البعض يري ان الحياة مع رجل يحبني هي الأجمل وهناك من يري ان الزواج من رجل أحبه أكثر متعة وبهجة وسعادة..
قلت: في رأي ان الطريقين خطأ كبير..رجل يحبك فقط وانت لا تحبينه عبء إنساني ثقيل..ورجل تحبينه ولا يحبك معاناة يومية لا علاج لها.. ماذا يفيد إذا عشت مع إنسان احبه فقط وهو لا يبادلني نفس المشاعر.. لو اننا كنا غريبين لا يعرف احدنا الأخر ربما يجئ الحب بالعشرة والأيام والمعاملة الطيبة..ولكن كيف يقبل الإنسان علي نفسه ان يرتبط بشخص يحبه وهو يعلم ان هذا الشخص لا يبادله نفس المشاعر..انها تشبه شخصين أحدهما يتكلم والآخر لا يفهم وفي هذه الحالة سوف يختفي التفاهم والحوار..وفي بعض الأحيان تقبل المرأة ان ترتبط برجل يحبها رغم انها لا تحبه ربما امام المال والثراء والمنصب الكبير تفرط في مشاعرها من أجل مظهر خارجي كاذب..ومع مرور الأيام تشعر انها أخطأت وان هذا الشخص الذي لم تستطع ان تحبه أصبح عبئا عليها وأسوأ أشكال الأعباء ان تأخذ ولا تعطي ان تستدين ولا تسدد الدين لأصحابه..وإذا أحبت المرأة من طرف واحد وعاشت مع إنسان تحبه ولا يحبها فإنها تظل حائرة في دوامة شك ابدية لأنها فقط تعطي ولا شيء بعد ذلك انه لا يشاركها أي شيء ولا يشعر بها في أي شيء..وامام ضرورات الحياة وامام قسوة المشاعر يقبل الإنسان أحيانا وفي بعض الظروف ان يحب بلا مقابل أي انه يقبل ان يتكلم طول الوقت حتي ولو كان الطرف الأخر لا يسمعه وربما لا يفهم ما يقول.. وفي لغة المشاعر الحقيقية لابد ان تمتد جسور التواصل بيننا أن يختار الإنسان شخصا يبادله نفس المشاعر قد تتفاوت الدرجات وانا افضل دائما ان تكون مشاعر الرجل أعمق وأكبر لأن عواصف الأيام يمكن ان تعصف به فهو الطرف الأضعف وفي كل الحالات لا ينبغي ان امضي في طريق مجهول أو ان اختار رفيق رحلة لا اعرفه فما بالك إذا كانت رحلة عمر وحياة.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"