فاروق جويدة
أرسل لي الصديق السفير أحمد عبد العزيز القطان سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي خطيب مسجد البواردي بالرياض
وحملت اسم فضائل مصر طاف بها العالم الجليل في سماء الكنانة ذاكرا أمجادها وتاريخها وعلماءها ودورها الحضاري والفكري والديني في خدمة العرب والمسلمين ولم ينس الرجل ان يعدد مآثر مصر وفضائل شعبها وثقافة مفكريها وإبداع شعرائها والدماء التي وهبتها دفاعا عن العرب والمسلمين إبتداء بصلاح الدين الأيوبي في حطين مرورا علي قطز في عين جالوت حتي نصر أكتوبر والدفاع عن القضية الفلسطينية.. توقف د. العريفي عند دور علماء مصر في مسيرة الإسلام فلا يوجد عالم من علماء الإسلام إلا وتعلم علي يد المصريين ولا يوجد قارئ للقرآن الكريم إلا وحفظ علي يد قارئ مصري ولا يوجد اجتهاد أو تأكيد أو ثوابت في الدين الا كان وراءها مصري.. ويكفي ان العشرات من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام عاشوا في مصر ودفنوا في ثراها وعندما جاء الحديث عن الشعر كان جميل بثينة وكثير عزة والمتنبي وكلهم عاشوا أو ولدوا في مصر حتي سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ولد في مصر.. الخطبة التي القاها العالم السعودي الجليل وثيقة تاريخية ولا أدري كيف جمع هذا الرجل كل هذه الأحداث وهذه الشخصيات وهذه النماذج الإنسانية الرفيعة في هذا العدد من الصفحات القليلة ولم ينس أن يشير إلي مكانة مصر في القرآن الكريم وكيف أوصي الرسول عليه الصلاة والسلام بها وبأهلها خيرا المسلمون فيها والأقباط.. ومابين الإسلام والديانات الأخري التي ظهرت في مصر طاف د. العريفي علي الأنبياء الذين ولدوا أو عاشوا في مصر أم الدنيا إبتداء بالسيد المسيح والسيدة العذراء وانتهاء بسيدنا يعقوب ويوسف وموسي وهارون عليهم جميعا السلام ولاشك ان خطبة الدكتور العريفي درس في التاريخ..وملحمة في الفضائل ونموذج رفيع لكل من أراد ان يتحدث عن دور مصر في التاريخ الإسلامي لأنها شهادة من مهبط الرسالة سجلها فقيه وعالم كبير.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"