توقيت القاهرة المحلي 16:46:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاندني النسيان

  مصر اليوم -

عاندني النسيان

فاروق جويدة

  تذكرتك وانا اصافح عاما رحل‏..‏ بقيت عندي أشياء كثيرة تذكرني بك‏..‏ في حياة الإنسان ما أكثر العابرين هناك من ترك إحساسا جميلا وهناك من ترك جراحا.. والجرح يداويه النسيان وهو أكبر نعمة في حياة البشر.. ولولا النسيان ما رحلت تلال الأحزان التي تحاصرنا في سنوات العمر.. واعترف انك تركت أشياء كثيرة مازلت أعيشها واذكرها.. تركت اياما ربما عبرت وغابت ولكنها مازالت تسكنني ومازال الحنين يشدني إليها.. تركت شيئا من الدفء كان يحتويني والأيام تطاردني واحلامي المتعبة تأبي ان تغيب.. تركت لي صورة لامرأة تكاملت في العقل والمشاعر وافتقدت بعدها متعة الحوار وسطوة المشاعر.. تركت لي أماكن كثيرة مازلت أزورها والقاك فيها وحيدا وانت كالطيف لا أعرف لك مكانا ولازمنا.. احيانا استرجع صورتك التي سافرت ولم تترك خلفها عنوانا فأصبحت كالحلم لا نعرف متي يزورنا ومتي ينوي الرحيل معك عرفت معني الحب.. وبعدك عرفت شيئا يسمي الغياب.. والغياب لا يعني إختفاء الوجوه ولكنه يعني وحشة الفراق.. وأصعب انواع الغياب ألا نعرف مكانا لمن غابوا وفي أي الأماكن يسكنون.. كنت دائما علي سفر.. سافرت في كل بلاد الدنيا وكنت تأتين كالعصافير إلي عش ايامي.. وسافرت في أبعد نقطة في دمي وكياني.. وكلما استرجعت ايامنا معا شعرت بحجم خسارتي فيك هناك وجوه في حياتنا لا يمكن ان ننساها لأنها أكبر من النسيان.. في حياتنا عابرون ومقيمون والعابر لا يذكر من شاركوه رحلة السفر.. ولكن المقيم يحفظ رائحة المكان ويعرف كل الذين اقاموا فيه.. وقبل هذا كله فإن للأماكن ذاكرة مثل البشر تماما.. احيانا تجد المكان في شخص وتجد الشخص في المكان.. نخطئ إذا تصورنا ان الأماكن شيء صامت انها تحكي وتتحدث وتروي لنا ذكريات من جاءوا ومن ذهبوا حتي وإن تلاشت ملامحهم خلف مواكب النسيان اعوام كثير عبرت علينا.. انت امرأة من نور ليس لها مكان.. وانا مسافر خلف الغيوم ابحث عنك حلما.. وطيفا وذكري.. بعد ان عاندني النسيان. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاندني النسيان عاندني النسيان



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon