توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاندني النسيان

  مصر اليوم -

عاندني النسيان

فاروق جويدة

  تذكرتك وانا اصافح عاما رحل‏..‏ بقيت عندي أشياء كثيرة تذكرني بك‏..‏ في حياة الإنسان ما أكثر العابرين هناك من ترك إحساسا جميلا وهناك من ترك جراحا.. والجرح يداويه النسيان وهو أكبر نعمة في حياة البشر.. ولولا النسيان ما رحلت تلال الأحزان التي تحاصرنا في سنوات العمر.. واعترف انك تركت أشياء كثيرة مازلت أعيشها واذكرها.. تركت اياما ربما عبرت وغابت ولكنها مازالت تسكنني ومازال الحنين يشدني إليها.. تركت شيئا من الدفء كان يحتويني والأيام تطاردني واحلامي المتعبة تأبي ان تغيب.. تركت لي صورة لامرأة تكاملت في العقل والمشاعر وافتقدت بعدها متعة الحوار وسطوة المشاعر.. تركت لي أماكن كثيرة مازلت أزورها والقاك فيها وحيدا وانت كالطيف لا أعرف لك مكانا ولازمنا.. احيانا استرجع صورتك التي سافرت ولم تترك خلفها عنوانا فأصبحت كالحلم لا نعرف متي يزورنا ومتي ينوي الرحيل معك عرفت معني الحب.. وبعدك عرفت شيئا يسمي الغياب.. والغياب لا يعني إختفاء الوجوه ولكنه يعني وحشة الفراق.. وأصعب انواع الغياب ألا نعرف مكانا لمن غابوا وفي أي الأماكن يسكنون.. كنت دائما علي سفر.. سافرت في كل بلاد الدنيا وكنت تأتين كالعصافير إلي عش ايامي.. وسافرت في أبعد نقطة في دمي وكياني.. وكلما استرجعت ايامنا معا شعرت بحجم خسارتي فيك هناك وجوه في حياتنا لا يمكن ان ننساها لأنها أكبر من النسيان.. في حياتنا عابرون ومقيمون والعابر لا يذكر من شاركوه رحلة السفر.. ولكن المقيم يحفظ رائحة المكان ويعرف كل الذين اقاموا فيه.. وقبل هذا كله فإن للأماكن ذاكرة مثل البشر تماما.. احيانا تجد المكان في شخص وتجد الشخص في المكان.. نخطئ إذا تصورنا ان الأماكن شيء صامت انها تحكي وتتحدث وتروي لنا ذكريات من جاءوا ومن ذهبوا حتي وإن تلاشت ملامحهم خلف مواكب النسيان اعوام كثير عبرت علينا.. انت امرأة من نور ليس لها مكان.. وانا مسافر خلف الغيوم ابحث عنك حلما.. وطيفا وذكري.. بعد ان عاندني النسيان. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاندني النسيان عاندني النسيان



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon