فاروق جويدة
اجتمع رؤساء الجاليات المصرية في دول أوروبا في باريس في مؤتمرهم الأول لإتحاد الجاليات المصرية ولاشك انها مبادرة طيبة لجمع شمل ملايين المصريين الذين يعيشون في أوروبا..
هذا التجمع يمكن ان يكون بداية لتواصل حقيقي بين الدولة المصرية بمؤسساتها وسفاراتها والمصريين في الخارج.. من أكثر الجاليات التي أهملتها حكوماتنا المتعاقبة الجالية المصرية في الخارج.. قليلا ما تسأل عنهم مؤسسات الدولة وقليلا ما تتابع أخبارهم وتعرف مشاكلهم ان المطلوب منهم فقط هو تحويل النقود أما أحوالهم فهي لا تعني أحدا.. وفي إجتماعهم الأول طالبوا بوضع اسس للتواصل معهم وإنشاء فضائية تتابع أخبارهم وتكون نقطة تواصل مع الوطن.. ان لهم حقوقا مثل باقي المواطنين بحيث يكون لهم ممثلون في المجالس النيابية.. من أهم القضايا التي ناقشها مؤتمر الجاليات المصرية في أوروبا الأموال الهاربة مع رموز النظام السابق وقد قرر المؤتمر ان تتولي الجالية المصرية في دول أوروبا متابعة هذا الملف مع المسئولين في الحكومات الأوروبية.. هناك ممتلكات وعقارات تخص رموز النظام السابق في دول أوروبا وهناك اموال مجمدة في بنوك سويسرا وفرنسا وانجلترا ولاشك ان المصريين الذين يعيشون في دول أوروبا هم الأقدر علي معرفة اسرار هذه الأموال وكيفية التواصل مع المسئولين في حكومات هذه الدول لإستردادها خاصة ان الأجهزة المسئولة في مصر قد اهملت تماما هذا الملف مما جعل الدول الأجنبية تتردد في كشف ما لديها من اموال.. تستطيع الجاليات المصرية في دول أوروبا ان تتابع ملف الأموال الهاربة وان تمارس ضغوطها علي حكومات هذه الدول.. وقبل هذا كله يجب ان تستفيد الدولة المصرية في هذه المرحلة الحرجة من خبرات المصريين في الخارج سواء في مناقشة قضايا المجتمع وأزماته الإقتصادية أو التفاوض مع المؤسسات المالية والإقتصادية لدعم الإقتصاد المصري.. ان المصريين في الخارج يمثلون ثروة من أهم ثروات مصر وعلينا ان نبحث عنهم ونتواصل معهم لأنهم وان كانوا في الغربة فإنهم يعيشون في مصر بأرواحهم.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"