فاروق جويدة
صديقي القديم د.البهي عيسوي عاشق الصحراء ومن أكبر خبراء مصر في أسرارها والخبير العالمي في الجيولوجيا أرسل لي كتاب الجديد تحت عنوان خمسون عاما من الغوص في الصحراء يحكي فيه تجربة عالم عاشق لأرضه بعد ان قضي سنوات عمره يطوف في صحاريها وسهولها
ونيلها حتي تحولت هذه الأماكن إلي سطور في هذا الكتاب.. يمنحنا د.البهي في هذا الكتاب الكثير من الأمل في رخاء مصر وهو يتنقل بين الاف الأفدنة الصالحة للزراعة في قنا وبني سويف والمنيا والدلتا ويحدد اماكنها وإمكاناتها الزراعية التي يمكن ان تغطي احتياجات مصر من القمح.. وهو في رحلته لا ينسي ابحاثه العلمية التي بلغت150 بحثا عن جيولوجيا مصر والسودان وليبيا بجانب أكثر من60 رسالة جامعية أشرف عليها
في فترة ما كان اسم البهي عيسوي في كل مكان حين طاف صحراء مصر وسافر في كل سراديبها باحثا وعالما وخبيرا وكانت له رحلات طويلة مع المياه الجوفية في الصحراء واحتمالات الزراعة فيها وشارك في البعثات العلمية التي انقذت آثار مصر في النوبة وابي الهول ولا أدري لماذا لا تستفيد مؤسسات الدولة بعالم مثل البهي عيسوي بخبراته ودراساته وعلاقاته الدولية ونحن نبحث الأن عن موارد اقتصادية تحقق للمصريين حياة كريمة في ظل مجتمع منتج وخلاق.. لقد قضي د. البهي عيسوي أكثر من نصف عمره متجولا في صحاري مصر ويعرفها شبرا شبرا يعرف أين المياه الجوفية وأين الأراضي التي تصلح للزراعة وبدلا من ان نتوه في الصحراء فلماذا لا نلجأ للعارفين بأسرارها خاصة في مشروعات مثل توشكي وسيناء..الكتاب يبدأ بقضايا التطور الاجتماعي وينتقل إلي قضية التعليم والبيئة والمناخ ثم يتحدث البهي عن نفسه ورحلته كعالما وخبيرا ولا ينسي ان يقف امام نهرنا الخالد وهو أغلي ما نملك ثم يعود إلي ثروات مصر المعدنية وهي كثيرة ومتعددة ولا ينسي في نهاية المطاف الا ان يذكرنا بأن في مصر مؤسسة عريقة بها خبرات ودراسات نادرة لا نستفيد منها وهي هيئة المساحة المصرية التي لا يذكرها الآن أحد.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"