فاروق جويدة
معادلة صعبة وقاسية علي الجميع, الباعة الجائلون الآن يتجمعون في قلب العاصمة ولا توجد اماكن لعبور السيارات أو المواطنين ومابين الحرص علي الإنضباط وضرورة الحفاظ علي مصادر رزق هؤلاء الباعة تبدو امامنا المشكلة..
لقد زادت حدة المواجهة بين هؤلاء الباعة ورجال الشرطة وتجرأ الباعة علي قوات الأمن امام هذا المشهد الغريب الآلاف من الباعة يتكدسون في شارع طلعت حرب وقصر النيل وشريف بجانب اماكنهم التقليدية في وكالة البلح بل انهم امتدوا ببضاعتهم إلي كورنيش النيل واقيمت المقاهي علي الأرصفة وكلما تدخلت قوات الشرطة وابعدتهم عادوا مرة أخري أكثر انتشارا وزحاما.. ومع الوقت بدأ الباعة يسدون الطريق إلي المحال الأصلية وحدثت مواجهات بينهم وبين أصحاب هذه المحال التي يصعب علي المواطنين زيارتها.. فهل يبقي الحال علي ماهو عليه وتبقي لعبة القط والفأر والمطاردات اليومية بين الشرطة والباعة الجائلين ام ان محافظة القاهرة تستطيع مواجهة هذه الأزمة.. ان البعض يري ضرورة إيجاد اماكن لهؤلاء الباعة بحيث تكون امامهم فرصة للبحث عن مصدر رزق ملائم ولا مانع من ان يكون ذلك في إحدي الساحات المهمة في بعض الأحياء وما أكثر الأماكن التي يمكن ان تتحول إلي اسواق مفتوحة لهؤلاء الباعة.. هناك قطع من الأراضي الخالية وهناك بعض الميادين والحدائق التي يمكن ان تعرض فيها السلع بحيث لا تحدث اضرارا في هذه الأماكن وهناك ايضا بعض الشوارع التي لا تمر فيها السيارات في قلب العاصمة وفي أوروبا نشاهد دائما اسواق اليوم الواحد التي يتجمع فيها الباعة لبيع سلعهم.. ان الصراعات اليومية التي تدور بين رجال الشرطة والباعة الجائلين تحولت إلي مطاردات ومعارك يومية وفي كل يوم تتسع الظاهرة وتكبر الطوابير الممتدة في الشوارع الضيقة حيث لا أمن ولا انضباط والمطلوب حل يرضي جميع الأطراف مصادر رزق لهؤلاء الغلابة وضمانات للمواطنين العابرين بسياراتهم وبجانب هذا صلاحيات كافية لرجال الشرطة لمنع اعمال البلطجة التي انتشرت كثيرا مع هذه الظاهرة في الأشهر القليلة الأخيرة بحيث اختلط أصحاب السلع مع البلطجية الذين يهددون أمن المواطنين.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"