توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين تموت الرحمة

  مصر اليوم -

حين تموت الرحمة

فاروق جويدة

تصيبني حالة من الحزن الشديد وانا أقرأ جرائم الأمهات‏..‏اتصور اي إنسان آخر يرتكب جريمة ولكنني لا اتصور ان تقتل الأم ابنها أو ان يقتل الابن امه‏.. ولكن الغريب ان هذه الجرائم انتشرت في حياتنا بدرجة كبيرة..وهناك نماذج شاذة وغريبة ان تقتل الأم طفلها من أجل عشيق أو ان يقتل الابن أمه من أجل زوجته..هذه النماذج الغريبة في الحياة تكشف امامنا كيف وصلت بشاعة الإنسان إلي هذه الدرجة لأن الحيوان لا يقتل ابنه..والحيوان الصغير لا يقتل اباه أو امه ولكن الإنسان صاحب التاريخ والحضارة يفعل ذلك..والغريب ان مثل هذه الجرائم لا تحدث بسبب الجهل أو التخلف لأنها احيانا تحدث في مستويات اجتماعية وحضارية راقية..وكثيرا ما تقتل الزوجة زوجها واب أبنائها من أجل نزوة عابرة أو ان يقتل الابن امه للحصول علي المال أو امتلاك الشقة هذه النماذج تعكس خللا رهيبا في تكوين إنسان هذا العصر رغم كل ما وصل إليه من مظاهر التقدم..لقد أصبح الإنسان ضعيفا امام إحتياجاته ورغباته ونزواته واتسعت هذه الرغبات امام إغراءات كثيرة وفرتها حضارة هذا العصر وهنا تخلي الإنسان عن شئ يسمي القناعة واهدر قيمة تسمي الأمانة وهبط في سلوكياته حتي وصل إلي درجة من الضياع فقد فيها سيطرته علي نفسه وقراره فكانت الجريمة هي النهاية الطبيعية..ويعجب الإنسان كيف سقطت الأمومة بكل ما تحمل من مشاعر الرحمة في هذا المستنقع السلوكي والأخلاقي الرهيب..ان الأمومة هي التجرد بكل ما يعنيه من العطاء وإنكار الذات وهي النموذج الحي للعطاء بلا مقابل وكانت الأمومة هي منطقة الأمان والصفح والغفران في حياة البشر وحين تختل هذه المنظومة الكونية فإن ذلك يعني شيئا خطيرا في مسيرة الحياة والمجتمع..انها ظواهر تبدو احيانا طارئة ولكنها تدفع كل صاحب عقل ان يتأمل ويفكر ويتساءل كيف وصلت القسوة إلي هذا المدي وغابت الرحمة من قلوب المفروض ان لديها رصيدا من الرحمة في كل زمان ومكان..حين تسقط نقطة دم من يد ام فإن السماء تهتز والأرض تبكي والكون كل الكون يغرق في لحظة حزن دامية..إنها الرحمة حين تموت. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تموت الرحمة حين تموت الرحمة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon