فاروق جويدة
في الأحداث الدامية التي شهدتها محافظات مصر في الأيام الماضية ظواهر كثيرة ينبغي ان نتوقف عندها لأنها تؤكد ان هناك مناطق من الخلل والإنفلات التي تهدد ثوابت هذا المجتمع.. سلطة غائبة وهيبة مفقودة ومؤسسات لم تعد تدرك مسئوليتها..
وامراض قديمة بدأت تطفو علي وجه الحياة لتؤكد لنا ان الأزمات أكبر كثيرا من قدرتنا علي المواجهة امام واقع مرتبك وصراعات لا أحد يعرف اهدافها
< ماذا يعني ان يصدر قرار رئيس الدولة بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في ثلاث محافظات ثم لاينفذ بند واحد من القرار..انا شخصيا ضد هذه العودة المشبوهة للقوانين والقرارات سيئة السمعة ولكن في المقابل يجب ان نتساءل اين هيبة الدولة إذا كانت هناك بالفعل دولة
< ماذا يعني ظهور اطفال تتراوح اعمارهم بين6 سنوات و13 سنة في قلب المظاهرات وهم يلقون الحجارة علي رجال الشرطة هل هم اطفال الشوارع الذين يبلغ عددهم3 ملايين طفل واين الأسرة المصرية واين الآباء والأمهات واين وزارة الشئون الإجتماعية ومراكز البحوث والجمعيات الأهلية ودور الرعاية..هل هذه هي الطفولة التي تتحدث عنها القوانين والدساتير وحقوق الإنسان
< ماذا يعني ظهور المدافع والرشاشات في الشارع المصري ومن اين جاءت كل هذه الأسلحة وماذا عن عشرات المخابئ التي يتم إكتشافها كل يوم وفيها آلاف القطع من الأسلحة الهجومية الثقيلة وكميات مخيفة من الذخيرة.. من يتاجر في السلاح في مصر وكيف دخلت كل هذه الكميات وما هو مستقبل الشارع المصري إذا حمل المواطنون السلاح.
< رغم اللحظات الصعبة التي عاشتها مدن القناة طوال الأيام الماضية والمواجهات الدامية مع الشرطة وجنازات الضحايا وجراح المصابين إلا ان اغاني السمسمية ظلت تتردد في كل مكان وشهدت الميادين مبارايات في كرة القدم كل هذا يؤكد اننا امام شعب يحب الحياة ويغني حتي في لحظات الموت
< اتفقت القوي السياسية في مصر علي الا تتفق لدينا تاريخ طويل من الصراعات الحزبية والفكرية وفيها دروس كثيرة ليتنا نتعلم منها قبل ان نردد القول الشهير' مفيش فايده'.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"