فاروق جويدة
منذ زمان بعيد لم تشهد القاهرة مؤتمرات دولية كبري واخيرا عادت القمة الإسلامية تضيء سماء مصر الثورة وتوافد رؤساء وممثلو56 دولة إسلامية يناقشون مستقبل العالم الإسلامي في ظل تحديات كثيرة تفرضها الظروف الدولية والصراع حول المستقبل..
كنا نتمني لو جاء هذا اللقاء بين الرؤساء والقاهرة اهدأ حالا وأكثر استقرارا.. ان خطورة هذه القمة انها تأتي في فترة صعبة حول الوضع الداخلي في مصر حيث الصراع الدائر بين مؤسسة الحكم والمعارضة بعد ثورة كانت حديث العالم وكان ينبغي ان يكون الوفاق بين القوي السياسية هو سمة المرحلة..في القاهرة الأن رؤساء وممثلو الدول العربية والإسلامية رئيس إيران احمدي نجاد وولي عهد السعودية الأمير سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي عبد الله جول وامير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس نيجيريا والرئيس الإندونيسي..هذا التجمع الإسلامي العربي في القاهرة يعيد لعاصمة المعز دورها التاريخي والحضاري في خدمة الإسلام والمسلمين.. سوف ترأس مصر منظمة العالم الإسلامي طوال السنوات الثلاث القادمة سيكون الرئيس محمد مرسي رئيس القمة الإسلامية وهنا تقع علي مصر مسئوليات كثيرة علي المستوي السياسي في توحيد كلمة المسلمين وعلي المستوي الفكري في تقديم نموذج حضاري رفيع للفكر الإسلامي وللدولة الإسلامية المعاصرة وفي ظل مشاركة فعالة في صياغة حياة أفضل.. ان في الدول الإسلامية الأن تجارب حضارية رائعة ويجب ان تكون نموذجا لدول اخري مازالت تعيش عصور الجاهلية الأولي..هناك دول أخذت بأساليب العلم والتقدم والحضارة وحافظت علي ثوابتها الدينية واستطاعت ان تنافس في كل مجالات الإنتاج والإبداع وهذه الدول تتحمل الأن مسئولية نقل تجاربها للدول الأخري وبجانب هذا هناك مناطق تحترق في العالم الإسلامي وهناك اقليات إسلامية تعاني ظروفا قاسية مع التطرف والتخلف والجهل والإضطهاد.. والمطلوب إنقاذ هذه الدول.. امامنا الصومال وما يعانيه شعبها منذ سنوات من الصراعات القبلية وامامنا ما يحدث في سوريا ومالي والفلبين واقليات إسلامية كثيرة تعاني الإضطهاد بسبب عقيدتها..علي القاهرة ان تأخذ موقعها التاريخي في العالم الإسلامي حين كانت منارة لكل المسلمين وكان ازهرها الشريف قلعة الإسلام الوسطي الحنيف.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"