فاروق جويدة
حينما يؤكد الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور ان13 الف موظف تم تعيينهم في عدد من المحافظات من الإخوان المسلمين فيجب ان يؤخذ الموضوع بجدية كاملة, لأن الرجل اكد هذه الأرقام في اكثر من مناسبة واعلن انه قدم للرئيس محمد مرسي تقريرا شاملا عن هذه القضية..هناك أكثر من جانب يجعلنا نفكر بجدية في هذا الكلام..ان الدكتور مخيون رئيس حزب ديني سلفي اي انه يقف في خندق فكري واحد مع جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة..ان الرجل لا يمكن ان يلقي الاتهامات جزافا وهو ينتسب إلي حزب ديني سلفي..ان الدكتور مخيون يعلم ان هذا الكلام الخطير يمكن ان تترتب عليه نتائج كبيرة إذا كان غير صحيح فما بالك ان كان صحيحا..ان معني هذا وبهذه المعدلات السريعة فإننا سنجد انفسنا بالفعل بعد سنوات قليلة في يد جماعة الإخوان المسلمون في كل مرافق الدولة وتصبح المقولة الشهيرة, أخونة مؤسسات الدولة, حقيقة كاملة.. في ستة أشهر تم تعيين13 الف موظف اي بمعدل2000 موظف كل شهر اي حوالي70 موظفا كل يوم ولنا ان نتصور الرقم خلال فترة رئاسة الرئيس محمد مرسي وهي اربع سنوات وماذا سيحدث في ظل حكومة إخوانية ومجلس النواب ومجلس الشوري ومعهم جميعا مؤسسة الرئاسة.. لقد انتشرت في المحافظات الآن جماعات تحصل علي اموال ضخمة مقابل تعيين الموظفين في الدولة يصل بعضها إلي أكثر من30 الف جنيه للموظف الواحد وهذا النظام كان متبعا مع المسئولين في الحزب الوطني المنحل وكلنا يذكر اعضاء مجلس الشعب وقضية التأشيرات الشهيرة وكانت هناك اسماء تخصصت في موضوع التعيينات في المراكز المرموقة في الدولة خاصة النيابة والشرطة..وكان لكل كلية من الكليات الحساسة سعرا محددا وكان الطلاب يقفون علي الأبواب ومعهم المبالغ المطلوبة, ولا ادري لقد انتهي الحزب الوطني منذ عامين فمن ياتري يقوم بهذه العملية المشبوهة الآن, في الأرياف مافيا جديدة للتعيينات ومطلوب الكشف عن اعضاء هذه المواقع الغريبة في عصر ما بعد الثورة ومن اين تجئ كل هذه الوظائف في الحكومة رغم العجز الرهيب في الميزانية.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"