فاروق جويدة
هناك اشياء كثيرة غامضة في الموقف الأمريكي تجاه مصر.. بعض هذا الغموض تجسد في الموقف من ثورة يناير وهل كانت امريكا تؤيدها بالفعل بعيدا عن وسائل الإعلام والتصريحات.
ام انها كانت تنتظر حتي يتضح صراع القوي السياسية في مصر وعندما قفز الإسلاميون علي السلطة فتحت معهم صفحات جديدة.. هناك غموض ايضا في موقف امريكا من الرئيس السابق ولماذا تخلت عنه في اللحظات الأخيرة.. إلا ان الأخطر من ذلك كله ان الدعم الاقتصادي مازال يمثل حلقة مفقودة ليس مع امريكا فقط ولكن مع الغرب بصفة عامة.. ولا شك ان الموقف الأمريكي من مصر انعكس علي دول الخليج العربي رغم العلاقات التاريخية والأخوية إلا ان التشابه في المواقف يضع تساؤلات كثيرة اهمها لماذا تراجع الدعم الاقتصادي الأمريكي والخليجي لمصر.. من هنا تأتي اهمية زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الجديد وهو متابع جيد لكل الملفات في العالم العربي ابتداء بإيران وتركيا والعراق وصولا إلي جنوب السودان ودوره التاريخي في انقسام السودان ودعم امريكا لدولة الجنوب ومع هذا كله فإن الرجل يعرف اهمية أمن إسرائيل في ملفات الإدارة الأمريكية و بترول الخليج.. لقد رفضت اطراف كثيرة في المعارضة المصرية ان تلتقي مع جون كيري علي اساس ان الموقف الأمريكي من البداية كان واضحا في دعم الإخوان المسلمين في السلطة وهناك دائرة واسعة من الغموض حول جوانب هذا الدعم وهل كانت المصالحة الفلسطينية الإسرائيلية في غزة سببا في هذا الدعم.. هناك رسالة قوية وصلت امريكا من القوي السياسية المصرية التي تقف في صفوف المعارضة وهي ان امريكا لا تعتنق فكرا ولكنها دولة تحكمها المصالح فهي تساند من يحقق مصالحها سواء كان ليبراليا أو علمانيا أو إسلاميا أو من أي اتجاه لا فرق في السياسة الأمريكية بين اصحاب الأفكار ولكن الذي يعنيها اصحاب المصالح ومن هنا تأتي اهمية كشف جوانب الغموض التي تتسم بها السياسة الأمريكية تجاه مصر منذ قيام الثورة وحتي الآن.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"