فاروق جويدة
صديقي د. حسام موافي استاذ القلب الشهير يطالب بتكريم يحمل شعار 'الإبن البار' اسوة بتكريم الآباء والأمهات لأننا الآن لا نقرأ في صفحات الحوادث إلا قصص القتل والدماء والجحود.. د.موافي يقول في إحدي الإحصائيات الخاصة بالتبرع بالكلي اتضح ان95%
من المتبرعين من الأمهات لأبنائهم وفي إحدي المرات تبرعت إحدي الأمهات لابنها بكليتها وبعد خمسة اعوام ساءت حالة ابنها فتبرعت بكليتها الثانية وتحملت الغسيل الكلوي..في سجلات الجريمة اتسعت دائرة اعتداء الأبناء علي الأمهات وامام اسباب هزيلة تتعرض الأم لمعاملة قاسية من الابن امام حجرة في شقة أو قطعة أرض أو رصيد في حساب احتفظت به ضد غدرات الزمن ولكن الأبناء لا يقدرون عطاء الأمهات ولا يفكرون في شيخوخة تفرض علي الناس مطالب دوائية أو علاجية.. ومن اجل زوجة جحودة يقتل الابن امه أو يلقي بها في الشارع أو يذهب بها إلي مصحة للأمراض العقلية.. في المقابل نجد نماذج إنسانية رفيعة بين الأبناء الذين حرصوا علي كسب رضا الأمهات كثيرا ما تشاهد في أحد المستشفيات ابنا يحمل امه المريضة علي كتفيه متبرعا لها بإحدي كليتيه
لقد طالبت وسائل الإعلام ان تتوقف عن نشر الجرائم الشاذة والغريبة التي تسقط هيبة الأسرة وقدسية الأمومة وإن كنت اطالبها اليوم بنشر النماذج الطيبة التي تقدمها الأمهات والأبناء.. في المستشفيات تجد مئات الأمهات من تبرعت بكليتها لابنها أو ابنتها ومن تبرعت بجزء من كبدها لتنقذ ابنا.. وفي المقابل هناك ابناء انقذوا حياة امهاتهم.. في الحياة نماذج كثيرة للعطاء ولا ينبغي ان نترك الوجه القبيح في السلوك والأخلاق يسيطر علينا وسط الكثير من النماذج الرديئة هناك قلوب مازالت تشعر وتنبض وتحمل الخير للآخرين.. ولو خلت الدنيا من كل مظاهر الرحمة فسوف نجدها دائما حاضرة في امومة صادقة تعطي بلا مقابل ولا تنتظر شيئا من الآخرين.. وإذا كنا نطالب بتكريم الأمهات فيجب ان نشجع فكرة تكريم الابن البار حتي وإن كان ذلك فرضا عليه في كل الأديان إلا ان الرحمة اصبحت ضيفا نادرا في هذا الزمان.
نقلاً عن جريدة "الأهرام"