فاروق جويدة
لا اتصور ان يصدر مجلس الشوري قانونا يبيح استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات البرلمانية القادمة لأن هذه جريمة لا اعتقد ان المحكمة الدستورية العليا يمكن ان توافق عليها
حين تدرس مشروع القانون.. سوف ترفض المحكمة هذه المادة وعلي مجلس الشوري ان يعيد النظر فيها قبل ان يعود له مشروع القانون مرفوضا من المحكمة.. كيف يمكن الموافقة علي هذا المبدأ الخطير ان يحمل المسلمون هلالهم والمسيحيون صلبانهم ويطوفون في الشوارع لدعوة الناخبين لانتخاب هذا ورفض ذاك؟! كيف يمكن إقحام الآيات القرآنية الشريفة في هذا المستنقع السياسي البغيض.. كيف نسمح للمرشحين ان يطلقوا دعايتهم الإنتخابية من منابر المساجد واروقة الكنائس وفي لهيب الغضب بين انصار المرشحين تشتعل نيران الفتنة؟! نحن نعلم العصبيات القبلية والعائلية في محافظات مصر ولنا ان نتصور الصراعات بين المرشحين في صعيد مصر والدلتا والتاريخ القديم بين العائلات.. لنا ان نتصور أثر ذلك في الانتخابات الطلابية بين شباب الجامعات وهذا مسلم وهذا مسيحي أو في النقابات المهنية بين ابناء المهنة الواحدة وما سيتركه من المشاكل والأزمات..اننا نعلم اننا ورثنا تركة ثقيلة من الصراعات والفتن وكان النظام السابق يشعل النيران دائما كلما هدأت الأحوال بين أبناء الوطن الواحد..ان هذا القانون الذي يبيح استخدام الشعارات الدينية في الإنتخابات بين المرشحين سوف يضع قواعد ثابتة للفتنة الطائفية ويجعلها حقا مشروعا لتهديد استقرار مصر وامنها.. لاينبغي ان نقع في مثل هذه الخطايا الكارثية بحثا عن اغلبية في مجلس النواب القادم فما هي قيمة هذه الأغلبية إذا كانت علي انقاض وطن؟!.
يجب ان يفكر عقلاء مجلس الشوري قبل تفجير هذا اللغم العجيب لأن مصر ليست في حاجة الي المزيد من الفوضي ولسنا في حاجة الي إشعال نيران لم تخمد بعد.. لا تعجب إذا وجدت لافتات تحمل الصليب علي ابواب مسجد أو رأيت آية قرآنية علي جدران كنيسة تحمل اسم مرشح هنا أو مرشح هناك.. مستنقعات السياسة سوف تفسد علينا كل شيء اتقوا الله في هذا البلد.
نقلاً عن جريدة " الأهرام "