توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع الأجيال

  مصر اليوم -

صراع الأجيال

فاروق جويدة

كل الأمراض التي طفحت علي وجه الواقع السياسي المصري بعد الثورة امراض حملتها الأجيال القديمة التي اعتادت علي مناخ القهر والاستبداد‏..‏ كان الخوف ابرز سمات تكوين هذه الأجيال‏..‏ الخوف من السجون والخوف من الخوف ولهذا اختارت هذه الأجيال ان تعمل في الظلام حتي لا يرصدها احد.. والحياة في الظلام تعلم الإنسان اشياء كثيرة اخطرها السرية وعدم الوضوح في كل شئ.. اننا في الظلام نتستر علي كل شئ ونخفي الحقائق ونمارس كل الوان التحايل.. وفي النور لا مكان للخفافيش.. ولا اعتقد ان الإنسان الذي اعتاد علي الظلام يمكن ان يفتح عينيه لضوء الشمس.. وإذا شاهد الشمس مرة واحدة ربما اصيب بالعمي.. وبعد الثورة لم تستطع الأجيال القديمة ان تحتمل غضب الشباب لأنه جاء خارج السياق.. انه يشبه إنسانا قرر ان يذهب الي الأسكندرية راكبا حماره بينما يشاهد حوله اشياء غريبة لا يعرفها تجري بسرعة رهيبة من القطارت والسيارات والطائرات وربما الصواريخ.. ان الأزمة الحقيقية ليست في الحمار الذي يتهادي علي الطريق الصحراوي وهو لا يعرف متي يصل الي نهاية الطريق.. ان الأزمة في هذا الشخص الذي مازال يركب الحمار في الفكر والعمل والسلوك وهو يشاهد حوله آلاف السيارات.. وما ينطبق علي الحمار ينطبق ايضا علي الكمبيوتر والأي باد والتليفون المحمول وملايين الشباب الذين يتحدثون مع بعضهم في وقت واحد وينقلون الأفكار ويشاهدون ابعد نقطة في هذا الكون الفسيح وهذا العالم الجديد.. ان مشكلة الأجيال القديمة انها مازالت تفكر بنفس الأساليب التي كان يفكر بها اجدادنا رغم ان الزمن تغير.. ان نقطة البداية ان تحترم الأجيال القديمة وعي الأجيال الجديدة وجسارتها واسلوبها في الحياة وان تعترف بهذه المسافة البعيدة في التفكير والمواقف.. وحين تترك سفينة ضخمة لكي يقودها صاحب قارب صغير فإنها تغرق.. وحين يجلس علي مقعد القيادة في طائرة حديثة سائق توك توك فإن السلامة مستحيلة.. وعلي الأجيال القديمة ان تعطي الفرصة للشباب لأنهم الأقدر علي مواجهة العواصف والأزمات. نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الأجيال صراع الأجيال



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon