توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فســــــاد النخبـــــــة

  مصر اليوم -

فســــــاد النخبـــــــة

فاروق جويدة

منذ زمان بعيد والمصريون البسطاء لا يثقون في حكامهم من اصحاب القرار‏..‏ كان الخوف طريقهم للاستسلام والصمت وسيلتهم للرفض‏..‏ وبين المواطنين والحكام تاريخ طويل من عدم الثقة امام اساليب متنوعة في الإستبداد والبطش وإمتهان حقوق الناس.. لاشك ان لدينا تراثا فرعونيا قديما تناقلته الجينات المصرية عبر عصور مختلفة وبقدر ما حملت من اساليب القمع بقدر ما انتقلت آثارها الي بسطاء الناس في الاستسلام والضعف والتحايل.. ولهذا فإن تاريخ الثورات في مصر يمثل صفحات قليلة بل نادرة امام مجلدات ضخمة سطرت عصور الإستبداد والقهر.. وحين قامت ثورة يناير كانت في الحقيقة تمثل سياقا مختلفا تماما عن طبيعة الأشياء علي ضفاف النيل الذي حرص اهله علي ان يبقي مصدرا للإستقرار والأمان والرخاء في ظل فرعون قابع علي ضفافه, وبعد ان قام زلزال الثورة تغيرت أشياء كثيرة فقد سقطت قلاع كثيرة وتهاوت جدران مؤسسات قديمة وحدث هبوط أرضي في كثير من المناطق واتضح لنا ان هناك هياكل كرتونية من الأشياء والبشر كانت تبدو من بعيد وكأنها قلاع راسخة وحين جاء الزلزال تهاوت اركانها وتساقطت جدرانها في حين بقيت بعض القلاع الأخري التي ينبغي ان نتمسك بها ونحافظ عليها لأنها أخر ما بقي لنا من مصادر القوة والحماية.. كانت الإنقسامات وغياب الرؤي والعشوائية في القرارات والإجراءات اخطر ما واجه مؤسسات الدولة المصرية ورموزها منذ قيام الثورة ولهذا كان من السهل ان تتكشف امراضها وما تعانيه من مظاهر الخلل والترهل.. أول القلاع التي ظهرت مآسيها وامراضها كانت النخبة المصرية وهي تمثل العقل المصري بكل تراثه وثرائه ودوره.. والواقع ان الصورة التي بدت عليها النخبة المصرية بعد الثورة كانت مفاجأة من الوزن الثقيل داخليا وخارجيا بل علي مستوي العالم.. ومن خلال هذه النخبة ظهرت كل الوان الخلل في تركيبة المجتمع المصري وما تعرض له في السنوات الماضية من محاولات التدمير والتجريف.. من يصدق ان هذه النخبة وهي من أقدم النخب علي مستوي العالم المتحضر قد عجزت حتي الآن عن إيجاد لغة للحوار أو التواصل علي المستوي الفكري والسياسي والإنساني.. لم تستطع النخبة المصرية ان تنتقل من دور المتابع الي دور المشارك أو صاحب الدور رغم انها انتظرت هذه اللحظة سنوات طويلة.. كثيرا ما طالبت النخبة بدور فعال في الحياة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحين اتيحت لها فرصة تاريخية في أن تستعيد دورها وتسترد قدراتها لتنقذ وطنا سقطت في مستنقع الصراعات والإنقسامات.. هنا كانت أول مظاهر الفشل حينما عجز الفصيل الديني في النخبة أن يدير شئون الدولة وحاول السطو علي كل شيء ولم يدرك انه لا يستطيع ان يفعل ذلك وحده.. وامام ضعف الإمكانات البشرية عادت لغة التسلط والاتهامات والتشكيك وعدم الثقة ولم يكن غريبا امام نوبات الفشل المتلاحقة ان تنقسم القوي الدينية علي نفسها وتتحول الي شرازم متناحرة حيث لا فكر ولا طريق ولا هدف. كان هناك إعتقاد بأن وراء التيارات والفصائل الدينية مشروع اطلقوا عليه المشروع الإسلامي واتضح للراصدين والمراقبين ان الهدف كان الوصول الي السلطة وبعد ذلك تكشفت كل جوانب القصور التي اصبحت تهدد هذا المشروع الوهمي حيث لا خطط ولا برامج ولا مبادرات.. حتي الآن لم تستطع التيارات الإسلامية ان تقدم مشروعا متكامل الأهداف والعناصر واضاعت وقتها في معارك وهمية وصراعات لم تصل بها الي شيء إلا المزيد من الانقسامات وأمام عجزها الواضح لم يعد لديها ما تقدمه غير مبررات ساذجة لأسباب ضعفها وعدم قدرتها علي إدارة شئون وطن.. في المقابل كان الفصيل المدني من النخبة يقف راصدا مسيرة هؤلاء الذين وصلوا الي السلطة في غفلة منه ينتظر لحظة سقوطهم.. وهنا ظهرت كل امراض النخبة المصرية في رفض الحوار وعدم الاعتراف بالآخر وهي ميراث قديم من نظم القمع والاستبداد انتقلت الي المناخ الجديد رغم اننا نعيش زمان ثورة.. كان من السهل وسط هذا المناخ ان يشهد الشارع المصري مسلسلا طويلا من الصدامات والمعارك حيث يحاول كل طرف ان يلقي المسئولية علي الآخر.. إن التيارات الدينية التي وصلت الي السلطة وعجزت عن إدارتها تلقي اسباب ذلك علي التيارات المدنية.. في حين تقف التيارات المدنية تواجه عجزها في انتظار تغييرات تعيد لها دورها الضائع علي اساس انها كانت الأجدر والأحق بجني ثمار الثورة.. وامام فشل النخبتين الدينية والمدنية في الوصول الي صيغة من التوافق علي اي شيء كانت معظم الأزمات التي ظهرت بعد الثورة وتتحمل مسئوليتها كاملة النخبة المصرية العتيقة. كان من ابرز شواهد ذلك ما حدث من الانقسامات والمعارك في واحدة من أخطر واهم مؤسسات الدولة وهم القضاة ابتداء بمعارك الانتخابات والإعلانات الدستورية وانتهاء بالإضرابات واحكام خلع النائب العام.. إن ما حدث في قضاء مصر بعد الثورة ربما يحتاج لسنوات طويلة لكي يستعيد هذا الجهاز تماسكه ودوره ورسالته ويلملم ما اصابه من الإنقسامات والتشوهات. لقد افسد المناخ السياسي بكل ما فيه من الخطايا والأخطاء أداء القضاء المصري وعلاقاته ودوره التاريخي في حياة هذا الوطن في السياق نفسه يأتي الإعلام المصري ورغم الدور الهام الذي قام به اثناء الثورة وبعدها إلا أنه يتحمل الكثير من الكوارث التي اصابت الشارع المصري.. كان للإعلام المصري دوره المؤثر والفعال في إسقاط النظام السابق ولكنه تحول بعد ذلك الي اداة شريرة شجعت الإنقسامات بين طوائف المجتمع المختلفة.. بل انه فتح ابوابا كثيرة لأدوار مشبوهة سوف تكشف عنها الأحداث والأيام والحقائق. بقدر ما كان الإعلام إيجابيا في دعم الثورة بقدر ما فتح ابوابا للصراعات بعدها. كشفت الأحداث بعد ذلك عن الواقع المخيف الذي تعيشه الأحزاب السياسية في مصر خاصة الأحزاب العتيقة التي فوجئت بأحزاب دينية جديدة لم يتجاوز عمرها شهورا قليلة وهي تخترق الشارع المصري وتحقق فيه ضربات موجعة ضد الأحزاب التقليدية.. ان جزءا من هذه الخطيئة يتحمله النظام السابق الذي استبعد تماما الأحزاب السياسية من المعادلة المصرية واكتفي بصراعاته وصفقاته مع التيارات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون خاصة انه استخدم الدين فزاعة امام الغرب وامام القوي المدنية في مصر.. ومع انقسام القضاة والتشوهات التي أصابت الإعلام والقصور الواضح في أداء الأحزاب السياسية وفشل القوي الدينية في مشروعها في السلطة وجدنا انفسنا امام نخبة عجزت عن ملأ الفراغ السياسي والإقتصادي والأمني الذي خلفه النظام السابق وهذه النخبة هي التي ستتحمل مسئولية ما وصلت اليه الثورة حتي ان البعض بدأ يتشكك فيها وفي اهدافها بل ان هناك من يتباكي الأن علي العهد السابق رغم كل ما احاط به من مظاهر الفساد والإستبداد. رغم ما حدث من النخبة وما حدث لها إلا انني اتوقف عند مؤسسات أخشي عليها ان يبتلعها طوفان الانقسامات والتشوهات التي اصابت الجزء الأكبر من مؤسسات الدولة المصرية امام فشل النخبة الدينية وسقوط النخبة المدنية. أخاف علي جيش مصر وقد اصابه رذاذ كثير منذ قامت الثورة رغم انه كان من اهم مصادر حمايتها إلا انه خرج من التجربة بإحساس عميق بالمرارة وفضل الإبتعاد عن المستنقع السياسي قبل ان تصيبه سهام أخري.. إن بعض القوي المتصارعة يراهن علي ان يدفع بالجيش الي الساحة السياسية كشريك في الصراع وهذه جناية كبري في ظل ما يواجه الشارع المصري من الإنقسامات التي قد تصل الي درجة المواجهة بين القوي السياسية وهنا تأتي اهمية ما اكده الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ان جيش مصر يقف علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية المتصارعة.. ولهذا لا ينبغي ان يكون الجيش في يوم من الأيام لاعبا لحساب فريق ضد فريق أخر حتي ولو كانت سلطة القرار.. ان الدعوات التي يطلقها البعض لكي يصبح الجيش طرفا في الصراع السياسي تتنافي تماما مع مكانة الجيش في ضمير المصريين كل المصريين بإختلاف مواقعهم وإتجاهاتهم السياسية والفكرية.. إن مسئولية الجيش حماية شعب وليس الإنضمام الي تيار ضد تيار آخر خاصة إذا كانت هذه التيارات قد عجزت عن الوصول الي قدر من التوائم والتواصل والحوار.. يبقي الجيش المصري مصدر حماية لهذا الوطن ولا ينبغي ان نلقي به هنا أو هناك بعيدا عن رسالته المقدسة.. وسوف نقف بالمرصاد لكل من يسعي إلي توريط الجيش بصورة أو أخري في صراعات النخبة التي لم تكن علي قدر المسئولية سواء في سلطة القرار وإدارة شئون الوطن أو في مواقع المعارضة بكل انقساماتها. نأتي بعد ذلك الي الأزهر الشريف وبقدر حماية الجيش للتراب المصري بقدر ما يحمي الأزهر مجموعة من الثوابت الدينية والفكرية التي يقوم عليها المجتمع المصري.. إن دور الأزهر لم يكن قاصرا علي رسالته الدينية كمصدر للوسطية التي اتسم بها التدين المصري ولكنه يحمل مقومات كثيرة للشخصية المصرية في دورها وتوازنها وانطلاق افكارها.. كان الأزهر الشريف حارسا للعقل المصري من كل مظاهر التطرف والمغالاة وخلط الأشياء وكان العالم الأزهري بإسلوبه وقناعاته وملبسه وعمامته نموذجا رفيعا للإسلام الحقيقي.. ومن هنا فإن حماية مؤسسة الأزهر بدورها الديني والتعليمي والتثقيفي يعتبر استكمالا ضروريا لدور الجيش في حماية الوطن.. الجيش يحمي التراب والأرض والأزهر يحمي العقل من الشطط والوجدان من المغالاه.. في آخر الصورة يبدو الشعب المصري الحائر بين اطراف النخبة التي تتصارع علي السلطة والغنائم والمكاسب وهذا الشعب يعرف كل شيء وهو قادر علي ان يفرز في الوقت المناسب الغث والثمين لأنه بفطرته يعرف حدود دينه.. ويدرك مسئولية وطنه ويقدر كل من يقدم لهذا الوطن كلمة أو فعلا يجتاز به محنته. .. ويبقي الشعر وعلمتـنـا العشق قبل الأوان فـلما كـبـرنـا.. ودار الزمان تبرأت منـا.. وأصبحت تنـسي فـلم نـر في العشق غير الهوان عشقـناك يا نيل عمرا جميلا عشقـناك خوفـا.. وليلا طويلا وهبنـاك يوما قلوبا بريئـه فـهل كان عشقــك بعض الخطيئه ؟! طـيورك ماتت.. ولم يبق شيء علي شاطـئـيــك سوي الصمت.. والخوف.. والذكريات أسافر عنك فأغدو طـليقا.. ويسقط قيدي وأرجع فيك أري العمر قبرا ويصبح صوتي بقايا رفات طيورك ماتـت.. ولم يبق في العش غير الضحايا رماد من الصبح.. بعض الصغار جمعت الخفافيش في شاطئيــك ومات علـي العين.. ضوء النـهار ظلام طويل علي ضفتيك وكل مياهك صارت دماء فكيف سنشرب منك الدماء.. ؟ تـري من نعاتب يا نيل ؟ قـل لي.. نعاتب فيك زمانـا حزينـا.. منحناه عمرا.. ولم يعط شيئـا.. وهل ينجب الحزن غير الضياع تـري هل نعاتب حلما طريدا. ؟ تحطم بين صخور المحال.. وأصبح حلما ذبيح الشراع تـري هل نعاتب صبحا بريئـا.. تشرد بين دروب الحياة وأصبح صبحا لقيط الشعاع ؟ تـري هل نعاتب وجها قديما تواري مع القهر خلف الظلام فأصبح سيفـا كسيح الذراع ؟ تـري من نعاتب يا نيل ؟ قـل لي.. ولم يبق في العمر الا القليل حملناك في العين حبات ضوء وبين الضلوع مواويل عشق.. وأطيار صبح تناجي الأصيل فإن ضاع وجهي بين الزحام وبعثرت عمري في كل أرض. وصرت مشاعا.. فأنت الدليل تـري من نعاتب يا نيل ؟.. قـل لي.. وما عاد في العمر وقت لنعشق غيرك.. أنت الرجاء أنعشق غيرك.. ؟ وكيف ؟.. وعشقـك فينـا دماء تروح وتغـدو بـغير انتهاء أسافر عنـك فألمح وجهك في كل شيء فيغدو الفنارات.. يغدو المطارات يغدو المقاهي.. يسد أمامي كل الطـرق وأرجع يا نيل كي أحترق وأهرب حينـا فأصبح في الأرض طيفـا هزيلا وأصرخ في النـاس.. أجري إليهم وأرفـع رأسي لأبدو معك فأصبح شيئـا كبيرا.. كبيرا طويناك يا نيل بين القـلوب وفينـا تـعيش.. ولا نـسمعك تمزق فينـا.. وتدرك أنك أشعـلـت نارا وأنك تحرق في أضلـعك تعربد فينا.. وتدرك أن دمانـا تسيل.. وليست دمانا سوي أدمعك تركت الخفافيش يا نيل تلـهو وتعبث كالموت في مضجعك وأصبحت تحيا بصمت القبور وصوتي تكسر في مسمعك لقـد غبت عنـا زمانـا طويلا فقـل لي بربك من يرجعك؟ فعشـك ذنب.. وهجرك ذنب أسافر عنك.. وقلـبي معك قصيدة أسافر منك.. وقلبي معك سنة1986 نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فســــــاد النخبـــــــة فســــــاد النخبـــــــة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon