فاروق جويدة
مفاجأة غير سارة حملتها نتائج اختبار الأئمة وخطباء المساجد والدعاة التي اقامتها وزارة الأوقاف حيث اتضح ان غالبية المتقدمين لا يحفظون القرآن الكريم.
المسابقة شملت أكثر من 75 الف خريج من جامعة الأزهر والغريب ان نصف هذا العدد لم ينجح في الحصول علي الدرجات المؤهلة للنجاح في مواد مثل الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية وقبل هذا كله حفظ القرآن الكريم كاملا وهو اهم شروط المسابقة..هذه النتيجة تضع ايدينا علي قضية خطيرة تثار منذ سنوات وهي أزمة اللغة العربية التي اصبحت غريبة بين ابنائها..لقد هبط مستوي تدريس اللغة العربية في كل مراحل التعليم الحكومي والخاص وفي المدارس الأجنبية يتم تدريسها للتلاميذ علي استحياء ولكن الكارثة الأكبر ان الدعاة لا يحفظون القرآن الكريم ولنا ان نتصور خطيبا علي منبر أو شيخا علي إحدي الفضائيات وهو يخطئ في نطق الآيات القرآنية..ان اغرب ما في هذه الصورة ان لدينا الاف الفقهاء والمشايخ الذين يتحدثون في الدين ويقدمون الفتاوي للناس ولم يدرس أحد منهم في الأزهر الشريف والآن سوف يضاف إليهم الاف الدعاة الذين لا يحفظون القرآن الكريم ولعل هذه الأسباب هي التي دفعت بعشرات الفتاوي الخاطئة بحيث انتشرت الدعاوي الدينية بلا ثقافة أو فكر أو لغة صحيحة..تستطيع الآن ان تجد عشرات الدعاة الذين يتحدثون في الدين ومنهم الأطباء والمهندسون والإعلاميون والكرويون ولعل هذا هو السبب في هذه الظواهر الدينية الخاطئة والمضللة..ما اكثر الأحاديث في الدين التي تنتشر في كل مكان وهي لا تقوم علي اساس من الفكر والشريعة بحيث اصبح نصف المصريين يحمل لقب داعية إسلامي والنصف الثاني يسعي للحصول علي نفس اللقب من وزارة الأوقاف أو الأحزاب الدينية..نحن امام ازمة تاريخية ومحنة قديمة هي حالة التراجع والإنهيار التي اصابت اللغة العربية والآن اتضحت لنا كارثة أخري ان الدعاة من خريجي الأزهر لا يحفظون القرآن الكريم..مطلوب ثورة في التعليم بكل درجاته وفروعه وانواعه وإذا كان خريج الأزهر لا يعرف اصول دينه ولا يحفظ القرآن فماذا ننتظر من خريجي الجامعات الأجنبية وليست لهم علاقة باللغة العربية.
نقلاً عن جريدة " الأهرام ".