فاروق جويدة
لا يعقل ان يخرج علينا شخص ما ايا كانت صفته أو وظيفته ويفتخر امام الجميع بأنه ارتكب جريمة قتل.. هل اصبح القتل مبررا ومشروعا واي دين هذا الذي اعطي للبشر قتل بعضهم البعض..
وماذا نقول عن الآية الكريمة من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا.. وهل هذه هي النماذج الإنسانية التي نقدمها لأبنائنا وهل هذا هو اسلوب الحياة التي نريدها.. كيف يسمح الإنسان لنفسه ان يشعر بالفخر لأنه قتل إنسانا.. ومن هو هذا الإنسان انه انور السادات بكل تاريخه الحافل في خدمة هذا الشعب وهذه الأمة.. ومهما كانت درجة الخلاف في الرأي والمواقف فلا يوجد مبرر واحد للقتل تحت اي دعاوي.. إن هذه لم تكن المرة الأولي التي يخرج فيها واحد من رؤوس التنظيمات الدينية ليبرر للناس جريمة قتل, فقد خرج شخص آخر قبله يطالب اعوانه بمحاصرة بيوت القضاة.. ومطاردتهم في كل مكان.. فهل مطاردة خلق الله اصبحت واجبا دينيا في رأي هؤلاء الناس وهل هذا هو الدين والموعظة الحسنة التي يدعون الناس اليها وإذا كان القتل ومطاردة الناس امرا مشروعا فلماذا هبطت الأديان ولماذا نزل الأنبياء والرسل علي الغابات البشرية؟ وسط هذا لم يكن غريبا ايضا ان يطالب البعض الآخر بإنشاء ميليشيات امنية بجانب قوات الجيش والشرطة فهل يمكن ان يحدث ذلك في وطن مثل مصر بكل تاريخها وحضارتها وجيوشها المرسومة علي المعابد منذ آلاف السنين, وماذا تفعل الميليشيات مع جيش نظامي عريق وهل ستحمي الشوارع بالعصي ام السكاكين وهل يمكن ان نعود الي الجاهلية الأولي وحروب العصابات ليكون لكل قبيلة جيش ولكل عصابة فريق من الميليشيات.. انني لا ألوم هؤلاء الذين يطلقون كل هذا الكلام الفارغ وهذه الآراء المريضة ولكن الوم الإعلام الذي ينشر ذلك كله لأنها عار علي العقل المصري المبدع وعار علي حضارة آلاف السنين وخطيئة كبري في حق الإسلام ديننا العظيم الذي نعتز به حين يكون الكلام سخيفا ولا معني له ويدعو الي القتل والإرهاب فإن نشره أو إذاعته جريمة.
نقلاً عن "الأهرام"