مصر اليوم
موكب الرئيس محمد مرسي تغير كثيرا في الأيام الأخيرة اصبح الآن اكثر فخامة وصخبا وضجيجا من حيث عدد السيارات وحجم القوات التي تحيط به وهناك ظاهرة اخطر ان اسطولا من السيارات الجديدة الفارهة انضم الي موكب الرئيس..
في الأيام الأولي لتولي الرئيس مرسي السلطة حرص الرجل علي ان يبقي في شقته البسيطة في التجمع الخامس رافضا الذهاب مع اسرته الي احد القصور الرئاسية..ولكن الحال تغير اخيرا بعد ان قامت مؤسسة الرئاسة بإعداد قصر السلام ليقيم فيه الرئيس وتم تجديد كل شيء فيه.. وكان عدد قوات الحراسة حول الرئيس في الأيام الأولي لا يتجاوز اصابع اليدين والآن هناك طابور طويل من الجنود يحيطون بالموكب من كل جانب.. وقد قدم الإعلامي الكبير محمود سعد صورا للأتوبيسات التي تنقل مئات المواطنين الذين يؤدون صلاة الجمعة كل اسبوع مع الرئيس في احد المساجد ولا احد يعلم من اين جاء هؤلاء وهل هم من جماعة الإخوان المسلمين ام مواطنون عاديون وهل هم من فرق الحراسة وعلي اي اساس يتم اختيارهم للصلاة مع رئيس الدولة.. من حق رئيس الدولة ان تتوافر له كل اساليب الحماية ولكن الاعتراض علي حالة البذخ التي يبدو عليها الموكب والسيارات الجديدة التي انضمت إليه في وقت لم نترك بلدا إلا ولجأنا اليه بهدف الإقتراض او طلب الدعم والمساعدة هل يعقل في هذه الظروف ان نشاهد هذه السيارات بهذا العدد الضخم وهذا المستوي وبهذه الأسعار.. إن اقل سيارة في الموكب تقدر بملايين الجنيهات فمن اين جاءت مؤسسة الرئاسة بهذه الأموال.. احيانا اسأل المسئولين الكبار السابقين عن التغييرات التي يتركها المنصب علي اصحاب القرار حيث يبدأ الإنسان بسيطا متسامحا متواضعا وفجأة يتغير كل شئ فيه.. تنتهي البساطة وتظهر اعراض الشدة ويصبح التواضع شيئا غريبا وتتغير الألوان والأشياء والصور وتظهر علي المسئول اعراض المنصب وهي في مصر تحمل تراثا فرعونيا قديما لأن الحاكم لم يكن إنسانا عاديا لقد كان الإله الذي يعبده الشعب وتسجد له الملايين..وسبحان الباقي بعد فناء خلقه.
fgoweda@ahram.org.eg
نقلاً عن جريدة "الأهرام"