فاروق جويدة
انطلقت في أرجاء مصر حملة من الأزهر الشريف تطوف ارجاء المحروسة لتوعية الناس بالدين الصحيح والإسلام الحقيقي بعد ان اجتاحت الخزعبلات ومواكب العفاريت والجهل العقل المصري صانع الحضارة وصاحب اول دعوات التوحيد للبشرية..
لابد ان نعترف بأن الأزهر كان غائبا وان غيابه ترك اثارا بعيدة علي الملايين من ابناء مصر الذين وقعوا فريسة للتضليل والتكفير والشعائر المستوردة..كان غياب الأزهر خطيئة كبري وكان تهميش دوره ورسالته ومناهجه وتواجده في الشارع المصري جريمة من جرائم ووجوده والدين الصحيح..ان ما يحدث في مصر الآن من صراعات ومعارك تحت راية الإسلام وما حدث من إنقسامات بين التيارات الإسلامية السياسية التي جعلت الإسلام قناعا ووسيلة كل هذا حدث حين غاب الدور الحقيقي للأزهر وانسحب علماؤه الأجلاء امام فوضي الأضواء والإعلام وإغراءات المال والسلطة..وظل مكان الأزهر شاغرا امام واقع ثقافي وحضاري تخلف عن ركب الحضارة الذي كان دائما حلما لكل مصري يبحث عن الدين الحقيقي بسماحته وثوابته في ضمير الناس..ان هذه الكوكبة من علماء الأزهر التي تنتشر في ربوع مصر سوف تبعث روحا جديدة لإسلام وسطي مستنير اننا نعرف حدود ديننا واساليبه في التربية والسلوك والأخلاق لأنه دين يقوم علي المعاملات ولا يرفض الواقع ويقدس الإنسان اعظم مخلوقات الله في حرياته وقناعاته واحتياجاته وكرامته الإنسانية..ان المطلوب الأن هو تطهير العقل المصري من رواسب كثيرة من عصور الجهالة وفتح آفاق للحوار والتواصل والتفاهم بين ابناء الوطن الواحد لأننا جميعا شركاء فيه اما دعاوي التسلط والإنقسام والسطحية وجموح الفكر فهذه أشياء غريبة علينا ولا تتناسب مع تاريخ طويل من السماحة شيده علماؤنا الأجلاء الذين اعطوا لمصر مكانتها في ضمير الناس كحارس من حراس الإسلام ووطن من اعظم اوطانه إيمانا وتاريخا ودورا..لقد غاب الأزهر عنا كثيرا فأهلا بعودته وسوف ينقشع ظلام كثيف امام هذه العودة المباركة ويجب ان نساند جميعا فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر في هذا التوجه النبيل وهذه الغاية السامية ان تعود مصر لوسطيتها وان يرجع العقل المصري الي موطنه القديم.
نقلاً عن "الأهرام"