فاروق جويدة
كان النحاس باشا رحمة الله عليه علي حق حين قال كلمته الشهيرة تقطع يدي ولا ينفصل السودان عن مصر..كان انفصال السودان من اكبر خطايا ثورة يوليو لأنه مهد للتقسيم بعد ذلك.
.كانت الخطيئة الثانية هي انفصال جنوب السودان امام مشروع مشبوه يطارد دول المنطقة..ولا شك ان مصر والسودان يتحملان معا جريمة الجنوب..وجاء الآن الدور علي مياه النيل وقد حذرنا من سنوات من ان هناك ايادي كثيرة تعبث في دول حوض النيل وان حرب المياه هي الخطر القادم ولم يقرأ احد.. والآن يجري إعداد كارثة جديدة لمصر والسودان وهي سد النهضة الذي تقيمه اثيوبيا علي حدود السودان واختيار هذا المكان في حد ذاته يعتبر خرقا لكل الأعراف الدولية..ان هذا المكان يعني ان اي مخاطر تهدد السد سوف يدفع السودان ومصر نتائجها هذا بخلاف نقص المياه..إذا انهار هذا السد لأي سبب من الأسباب فلن يلحق اي اضرار بأثيوبيا بل سيغرق بالكامل مدينة الخرطوم ويجتاح الأراضي السودانية ويهدد بقاء السد العالي الذي لن يحتمل74 مليار متر مكعب من المياه سوف تتجمع خلف السد الأثيوبي..ان السد يقام في منطقة زلازل ومع هذه الكتلة من المياه يمكن ان يغير توازن الأرض التي يقام عليها..لا أحد يطالب بإعلان الحرب علي اثيوبيا كما فعل يوما الخديو إسماعيل وكما هدد الرئيس الراحل انور السادات ولكن بعيدا عن مكان السد ونقص المياه التي ستصل الي مصر وهي حق تاريخي وقانوني فإن اثيوبيا ومن وراءها سوف يتحكمون تماما في حياة90 مليون مصري, لأن هذا السد يمكن ان يمنع وصول المياه الينا وسوف يمثل تهديدا دائما لأمن مصر القومي فلو تم تدميره سوف يغرق مصر والسودان وإذا شهد زلزالا فسوف ينهار علينا وإذا بقي سليما معافي فسوف يمنع الماء عنا..هل بعد ذلك كله يجلس رئيس حكومتنا الرشيدة د.هشام قنديل في اليابان عشر دقائق فقط مع رئيس وزراء اثيوبيا لمناقشة مأساة سد النهضة..هل سافر رئيس الحكومة من اجل هذه الدقائق العشر..متي يدرك اصحاب القرار الراحلين والحاليين والقادمين قيمة هذا الوطن
نقلاً عن "الأهرام"