مصر اليوم
لا تتعجل حين يدق بابك زائر جديد لاتعرفه..لا تغلق الأبواب ولكن حاول ان تقرأ ملامح هذا الزائر الذي يتسلل الي حديقة ايامك الخريفية.. لا تثق في الناس كثيرا
وليس معني ذلك ان يجتاحك الشك.. ان القلب الذي ارهقته ليالي السفر لايستطيع ان يتحمل قسوة الرحلة مع قلب لا يقدر قيمة المشاعر حاول ان تحافظ علي تلك المساحة الخضراء من ربيع عمرك ولا تترك مواكب التصحر تعبث فيما بقي لك من نضارة الأيام.. كن حذرا وانت تصافح تلك اليد الناعمة وانت تشاهد تلك العيون البريئة لأننا كثيرا ما ندفع ثمن سذاجتنا حين نغرق في صخب العيون فلا نري شواطئها..افتح ابوابك للزائر الجديد ولكن حاول ان تقرأ افكاره وقد يري البعض ان الفكر والحب لا يجتمعان وماذا تقول إذا كان الحب في بدايته فكرة جميلة تغير وجه الحياة.. البعض يري ان الفكر شبح متجهم يسطو علي عقولنا ويلغي مشاعرنا..ان اجمل ما في الحب ان يصبح اسلوب حياة ويتحول الي فكر عميق يسكن الإنسان ويمتلك كل شيء فيه..اجمل ما في الفكر عمق الرؤي واجمل ما في الحب عمق المشاعر ولنا ان نتصور إنسانا جمع الإثنين معا لا تبحر كثيرا في عيون زائرك الجديد حتي تطمئن الي دفء الشواطئ وبراءة الأماكن وهدوء الرياح..في زمن ما يمكن ان نصارع وحشة الموج وقسوة العواصف وفي زمن أخر لا ينبغي ان نترك الشاطئ ونلقي بأنفسنا في صخب الرياح ونحن نعلم ان قدرتنا علي السفر تراجعت وان الرحلة اكبر منا ومن شيء يسمي الإرادة.. كن دائما علي حذر فكثيرا ما خدعتنا الملامح البريئة والنظرات الحائرة مثل الفراشة التي تحوم حول المصباح وهي لا تدري ان علي ابوابه نهايتها..ان اجمل الأشياء ان تري الفراشات تحلق فوق غصن جميل ولا تلقي بنفسها وسط ضوء شارد..لا تكن مثل هذه الفراشة حاول ان تجلس بعيدا علي حافة نهر صغير تسمع غناء العصافير وهمسات الماء ووجه جميل يطل عليك من بعيد حاملا لك زهرة وحيدة في ليلة خريفية عاصفة.
fgoweda@ahram.org.eg
نقلاً عن جريدة "الأهرام"