فاروق جويدة
أخشي أن تتحول قضية سد النهضة وأزمة مياه النيل إلي معركة إعلامية تستهلك الوقت والجهد بينما المشروع يسير في خطته المرسومة.. كل ما حدث في الأيام الأخيرة ردود أفعال إعلامية..
كان لقاء الرئيس محمد مرسي مع بعض التيارات الحزبية هو الجانب الرئيسي الذي تم التركيز عليه أمام اخطاء تسببت في حساسيات كثيرة مع إثيوبيا من جانب وطالت الأشقاء في السودان من جانب آخر ومازلت أطالب بالتحقيق في هذه المأساة الإعلامية.. هناك مزايدات وانقسامات بين القوي السياسية حول مياه النيل وسد النهضة وفي تقديري أن هذا الموقف يعكس حالة من الغيبوبة التي أصابت القوي السياسية لأن المفروض أن نتفق جميعا علي هدف واحد لمواجهة هذه الأزمة.. لا أدري مبررا أن يعقد اجتماع للقوي الإسلامية في حزب الحرية والعدالة وهو الحزب الحاكم ومن مسئولياته جمع الشمل وليس تقسيم الشارع المصري.. هناك أيضا القوي المدنية التي تسعي إلي تقديم مبادرات للجانب الأثيوبي من خلال ما يسمي المفاوضات الشعبية وأنا لا أتصور أن يكون هناك فريق يتفاوض رسميا وآخر يتفاوض شعبيا لابد أن تجد أثيوبيا نفسها أمام مفاوض مصري واحد أما التقسيمات التي نراها الآن فسوف تحمل نتائج خطيرة لموقف مصر في هذه الأزمة التاريخية.. لابد أن نمضي علي ثلاثة محاور أولها المفاوضات السياسية ولا مانع من اشراك اطراف دولية فيها خاصة دول الجوار الأفريقي في حوض النيل ولابد من موقف واحد لمصر والسودان في هذه الأزمة لأن غياب السودان سوف يضعف موقف مصر ووقوف مصر وحدها سوف يضعف موقف السودان.. لابد أن يكون هناك تحرك قانوني من خلال حملة دولية لتوضيح حقوق مصر والسودان في مياه النيل.. في نهاية المطاف لابد من دراسة الجوانب الأخري في معالجة هذه الأزمة حتي لا يجد المصريون أنفسهم أمام مجموعة من السدود وليس سدا واحدا في دول حوض النيل وساعتها لن نجد أحدا نتفاوض معه.. استخفاف دول حوض النيل بمصر والسودان قضية خطيرة وتتطلب ردا سريعا ومقنعا وحاسما أيا كانت صورة هذا الرد نحن أمام كارثة إنسانية تهدد حياة مصر والسودان.
نقلاً عن "الأهرام"