توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الحرية والأخلاق

  مصر اليوم -

بين الحرية والأخلاق

فاروق جويدة

كانت فرنسا تحتفل بزواج أول شخصين مثليين بعد أن أصبحت الدولة رقم‏14‏ في العالم التي اصدرت قانونا يبيح زواج الشواذ‏.. لم يتردد الكاتب الفرنسي المحافظ دومنيك فينر ان يذهب الي كنيسة روتردام الشهيرة وامام اكثر من1500 شخص يطلق الرصاص علي نفسه ويسقط قتيلا.. لم ينس ان يرسل اكثر من رسالة الي اصدقائه الذين قضي بينهم78 عاما وانتهت حياته هذه النهاية الحزينة.. مات معترضا علي القانون الذي دارت حوله معارك طاحنة بين المؤيدين والمعارضين.. بين تيار محافظ يدعو الي احترام آدمية البشر.. وتيار آخر يري ان الحرية تسبق كل شيء بما في ذلك الأديان والأعراف والأخلاق.. علي الجانب الآخر كانت الأوساط الفنية والثقافية في فرنسا تحتفل في مدينة كان بعرسها السنوي ومهرجانها السينمائي العريق.. لم تكن مصادفة ان يفوز المخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش بالسعفة الذهبية اعلي اوسمة مهرجان كان عن فيلمه الأزرق هو اللون الأكثر دفئا والغريب ان قصة الفيلم تناقش القضية نفسها التي انتحر بسببها الكاتب الفرنسي الشهير.. انها زواج المثليين.. المخرج التونسي حاول في الفيلم الفائز ان يناقش القضية بأسلوب فني كانت فيه مشاهد كثيرة ساخنة بين فتاتين كما اشار النقاد.. بقدر ما احتفلت فرنسا بالمخرج وفيلمه الفائز بقدر ما تعامل الإعلام التونسي بحذر شديد مع هذا الفوز.. ويبدو ان المخرج التونسي انتهز فرصة الصراع الدائر بين القوي السياسية والفكرية والاجتماعية في فرنسا حول هذه القضية ليلقي بالفيلم الجريء ويحصد الجائزة.. إنها القضية نفسها التي دافع عنها كثير من المبدعين إن الفن رسالة اخلاقية.. بينما يقف فريق آخر يسعي الي إهدار كل القيم تحت ستار الحريات.. ويبقي الإنسان حائرا ما بين الأخلاق والحرية رغم انهما في الحقيقة قضية واحدة لا ينبغي ان نختلف عليها فالأخلاق ينبغي ان تسبق كل شيء بما في ذلك الحرية لأنه لا توجد حرية بلا مسئولية. fgoweda@ahram.org.eg نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الحرية والأخلاق بين الحرية والأخلاق



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon