فاروق جويدة
لم يبق للعرب كل العرب غير جيش مصر ولم يبق للمصريين كل المصريين غير هذه المؤسسة الوحيدة الراسخة التي حافظت علي استقرارها في ارض الكنانة.
بعد ان استطاعت قوي البطش والعدوان ان تحطم معظم الجيوش العربية ما بين صراعات داخلية واحتلال اجنبي.. سقط الجيش العراقي امام الاحتلال والطغيان الأمريكي وواجه الجيش الجزائري حربا اهلية مع الإسلاميين دامت سنوات طويلة وتحطم الجيش السوري امام كارثة إنسانية تحتاج عشرات السنين لإعادة سوريا إلي الحياة.. لم يبق إلا جيش مصر الذي ينبغي ان نحافظ عليه ونحميه من القصف السياسي العنيف الذي يجتاح كل شيء في مصر الأن.. في لحظة ما وزمان ما سوف نجد انفسنا امام هذا الجيش لأنه الدرع الوحيدة الباقية.. لقد تعرض الجيش المصري لتجربة قاسية مع الشعب المصري بعد قيام الثورة..رغم ان هذا الجيش هو نفسه الذي شارك في تحرير إرادة هذا الشعب وقام بحماية ثورته, إلا ان الهتافات التي انطلقت في سماء مصر اساءت كثيرا للمؤسسة العريقة ولا شك ان حماية جيش مصر مسئولية كل المصريين.. وحماية مصر كلها مسئولية هذا الجيش ولهذا ينبغي ان نبتعد به عن المهاترات السياسية والصراعات التي تجري الآن بين ابناء الوطن الواحد بعد ان تحول الشعب المصري كله الي زعامات سياسية البعض يحمل راية الدين ويكفر نصف المجتمع, والبعض الأخر يطالب بالديمقراطية التي لم نتعلمها بعد..في ظل مجتمع لم يتعلم بعد لغة الحوار ولم يفهم بعد معني الحريات وفي ظل صراع رهيب بين من جعلوا انفسهم آلهة وهم يتحدثون باسم الإسلام, في ظل هذا كله يجب ان نحافظ علي ثوابت هذه الأمة والمؤسسات العريقة التي حافظت علي هذه الثوابت وفي مقدمتها جيش مصر.. في عالم يزداد ارتباكا وفي ظل تهديدات دائمة لمصر الأرض والشعب والتاريخ والدور يبقي الجيش المصري احد الحصون القوية التي تحمي إرادة هذا الشعب وتصون الأرض والوطن.. ولهذا شعر المصريون بسعادة غامرة والجيش المصري يحتل المرتبة الأولي في الجيوش العربية والمرتبة14 بين جيوش العالم.
نقلاً عن جريدة " الأهرام "