مصر اليوم
لا اجد مبررا لتعيين المحافظين الجدد في هذا التوقيت بالذات.. إلا اذا كان الهدف هو إحكام يد السلطة علي الشارع المصري قبل وفي اثناء مظاهرات30 يونيو..
من حيث التوقيت القرار خاطئ ومن حيث الأشخاص هو تأكيد لما يتردد حول اخونة اجهزة ومؤسسات الدولة ولا يعقل ان يكون هناك18 محافظا إخوانيا وان يسيطر الإخوان علي معظم محافظات الوجه البحري.. في تقديري ان الثورة كانت تتطلب نماذج إدارية وفنية افضل واننا عدنا مرة اخري الي عصور اهل الثقة وان هناك محاولات للسيطرة علي مفاصل الدولة من فصيل سياسي واحد..ان الإصرار علي هذا التوجه السياسي والإداري والفكري يهدد استقرار مصر ويدفع بها دفعا الي حالة انقسام قد تصل بنا الي ازمات كثيرة..ان معظم الأسماء التي تشكلت منها حركة المحافظين الجدد اسماء عادية في خبراتها ولا اعتقد انها ستضيف شيئا للجهاز الإداري للدولة وهو يعيش أسوأ حالاته..إننا نعاني من قصور واضح في اداء الحكومة ومع حركة المحافظين انتقلت امراض الحكومة المركزية للمحليات وقد اتضح ذلك في حالات الرفض التي استقبلت بها المحافظات الحركة الجديدة..لم يكن الشارع المصري في حاجة الي توترات جديدة ونحن علي ابواب يوم حافل مع نهاية هذا الشهر كان من الممكن تهدئة الأمور حتي يعبر هذا اليوم.. لقد خرج الآلاف في مظاهرات احتجاجية علي حركة المحافظين في عدد من المحافظات خاصة ان بعض الأسماء ثارت حولها تساؤلات وهواجس كثيرة.. مازلت أعتقد ان قطار السلطة في مصر يسير مندفعا بسرعة رهيبة رغم مئات من الإشارات الحمراء التي تنبه الي مخاطر كثيرة وكوارث مؤكدة..ان مصر تحتاج الي قيادات افضل في هذه المرحلة الصعبة وإذا كانت الثورة قد قامت من اجل التغيير الي الأفضل فإن جميع المؤشرات تؤكد غير ذلك والدليل اننا خلال عام واحد شاهدنا مئات الوجوه التي لاتصلح وتصدرت المشهد بالكامل, حيث لا فكر ولا حسم ولا كفاءة وفي كل يوم تزداد الأمور تعقيدا امام العناد والإصرار علي الخطأ وكأننا نكرر اخطاءنا ولم نتعلم من دروس الماضي.
fgoweda@ahram.org.eg
نقلاً عن جريدة "الأهرام"