توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النيل بين الاتفاقيات والأمر الواقع

  مصر اليوم -

النيل بين الاتفاقيات والأمر الواقع

فاروق جويدة

لم يكن اهمال نهر النيل الخطيئة الأولي في تاريخ المصريين رغم انهم كانوا يدركون انه مصدر الحياة وهبة السماء لهذا الوطن‏..‏ اخطاء كثيرة ارتكبناها كشعب وحكومات ابتداء بالتفريط في حقوقنا وانتهاء بالتهاون في حماية مصادر حياتنا‏..‏ إلا ان النيل كان من اخطر قضايانا التي تساهلنا كثيرا فيها حتي تجاوزنا درجة الاهمال‏..‏ اهملناه مصادر ومنابع فكان الجفاء الطويل بيننا وبين دول حوض النيل‏..‏ اهملناه رعاية وحماية وكيانا فكانت جرائم الاعتداء عليه مالا وارضا وشواطئ ووجودا واهملناه ماء نقيا طاهرا وهو اجمل رسائل السماء للبشر‏..‏ افقنا بعد غيبوبة طالت لنكتشف ان النيل في محنة واننا قد ندفع ثمنا باهظا للإهمال والجحود. ◘ منذ سنوات والعلاقات بين مصر ودول حوض النيل تتراجع حتي وصلت احيانا الي درجة القطيعة بيننا وبين اثيوبيا بعد محاولة إغتيال الرئيس السابق في اديس ابابا في التسعينيات.. اتجهت كل حكومات مصر شمالا وشرقا واقتصرت كل زياراتنا علي أوروبا وإسرائيل وبلاد العم سام.. اما افريقيا الامتداد والعمق الإستراتيجي والأمن القومي فقد تقطعت خيوط التواصل معها رغم انها مصدر حياتنا.. ومع حالة الجفاء التي سادت العلاقات بين مصر واثيوبيا تفجرت الخلافات مرة واحدة والشعب المصري مشغول بثورته حيث اعلنت اثيوبيا عن إنشاء سد النهضة اكبر سد في افريقيا كلها حيث يسمح بتخزين74 مليار متر مكعب من المياه.. انتهزت الحكومة الاثيوبية انشغال السلطة بمصر في بناء دولة جديدة وانشغال الشعب المصري في تصفية حساباته مع الماضي.. ويبدو ان فترة الانشغال بالشأن الداخلي وصراعات النخبة قد طالت وهنا بدأت اثيوبيا في إعلان حرب المياه علي مصر وضربت عرض الحائط بكل الالتزامات التاريخية والعلاقات بين الشعبين.. ولا شك ان الوضع الداخلي في مصر وحالة الفوضي والإرتباك التي احاطت بالشعب المصري سلطة وقرارا قد شجعت اثيوبيا علي المضي في مشروعها وكانت مصر خارج حساباتها تماما.. كان من المفروض ان يتم إنشاء هذا السد بشروط ومواصفات تختلف تماما عن الصورة النهائية التي بدأ بها تنفيذ المشروع.. كانت القدرة التخزينية تقف عند14 مليار متر مكعب من المياه زادت الي74 مليار مع إعلان ثورة يناير والفوضي التي عمت الشارع المصري.. وكان هذا اكبر تأكيد ان اثيوبيا تريد انتهاز فرصة تاريخية ان مصر ليست في افضل حالاتها وكامل عافيتها. ◘ علي جانب آخر بدأت اثيوبيا تحرض دول حوض النيل علي مصر وهي تطالب بوضع اتفاقية جديدة لإعادة توزيع مياه النيل وهنا دخلت دول اخري تطالب بحقها رغم انها ليست في حاجة الي مياه النيل لأن لديها مصادر أخري للمياه وهنا كانت اتفاقية عنتيبي التي وافقت عليها هذه الدول وان رفضتها دولتا المصب مصر والسودان.. لم تكن حصص المياه اهم ما حملته اتفاقية عنتيبي ولكن كان هناك بند أكثر خطورة وهو اسقاط حق مصر في الاعتراض علي إقامة السدود علي امتداد نهر النيل وهو حق تاريخي ملزم لهذه الدول الا تقيم سدودا دون الرجوع الي مصر والحصول علي موافقتها.. كانت إتفاقية عنتيبي اثبات اخر للنوايا السيئة لدي الجانب الأثيوبي.. واخيرا فاجأت اثيوبيا العالم كله بتحويل مجري النيل الأزرق المصدر الأساسي للمياه التي تصل الي مصر وكان هذا يمثل تحديا تاريخيا ربما كان الأول من نوعه في ضربة قاسية لمصر وهي تعيش ظروفا صعبة.. لا شك ان حالة مصر هي التي شجعت اثيوبيا علي المضي في إنشاء السد من خلف الإرادة المصرية التي لم تعمل لها اثيوبيا اي حساب. وبعد ان تشكلت اللجنة الثلاثية من خبراء من مصر والسودان واثيوبيا مع خبراء عالميين لدراسة المشروع لم تهتم اثيوبيا بردود الأفعال في الشارع المصري ومضت في تنفيذ سد النهضة دون مراعاة لأي علاقات تاريخية كانت تربط الشعبين.. من خلال الدراسات التي قدمتها اللجنة الثلاثية اتضحت مجموعة من الأخطار التي تهدد مصر والسودان امام إنشاء هذا السد.. من بين هذه الأخطار ان الكتلة المائية التي سيحفظها السد سوف تغرق السودان كله إذا تعرض السد للانهيار وسوف ترتفع المياه في مدينة الخرطوم عشرة امتار.. وقد اتضح ايضا ان الصخور التي يقام عليها السد تتخللها فراغات بين رقائق التربة تهدد بتسلل المياه في هذه الصخور وقد تتسبب في انهيار السد وهي تحتاج الي عمليات حقن باهظة التكاليف وغير مضمونة النتائج.. من بين المخاطر ايضا ان السد سوف يؤثر علي الثروة السمكية ونقاء المياه وقد تتسبب عمليات التلوث في إفساد البيئة وتلويث المياه. ◘ لم تحاول الحكومة الأثيوبية الرد علي هذه النقاط كما انها تجاهلت تساؤلات مصر حول ضمانات استمرار حصتها من المياه في ظل اتفاقية جديدة تطالب بإعادة توزيع حصص مياه النيل بل ان البعض يطالب بتسعير هذه المياه وبيعها وإذا كان العرب يبيعون البترول فلماذا لا يبيع الأفارقة الماء فهذه هبة الله من السماء والبترول هبة الله من الأرض لا شك ان مصر تعيش الآن ازمة حقيقية مع اثيوبيا لأن هناك تاريخا طويلا بين مصر واثيوبيا كانت فيه شراكة دينية مسيحية وملايين المسلمين الذين يعيشون في اثيوبيا وهم الأغلبية إلا ان ردود الأفعال التي انطلقت من اثيوبيا لم تهتم كثيرا برد الفعل المصري وقررت انه لا تراجع في بناء السد او تأخيره او حتي تأجيله بعض الوقت.. وهنا وجدت مصر نفسها امام عدة بدائل في ظل مخاطر واضحة لا خلاف عليها. ◘ اولا: ماهي الضمانات التي يمكن ان تقدمها اثيوبيا لإستمرار وبقاء حصة المياه التي قررتها الاتفاقيات الدولية لدول المصب مصر والسودان وهي55 مليار متر مكعب لمصر و18 مليار متر مكعب للسودان.. ان الخطوة الأولي ان تلتزم اثيوبيا بضمان وصول هذه الكميات الي دولتي المصب. < ثانيا: كيف يمكن تجنب المخاطر البيئية التي تهدد ماء النيل فلا يتعرض للتلوث من اشجار الغابات المتعفنة في بحيرة السد.. وكيف يمكن توفير ضمانات الحماية للثروة السمكية وقبل هذا كله ما هي الضمانات لعدم انهيار هذا السد امام الزلازل التي يمكن ان يتعرض لها امام تربة لا تحتمل هذه الكتلة الضخمة من المياه كما ان التركيبة الصخرية في منطقة السد تحمل مخاطر كثيرة.. وقبل هذا كله ما هي الفترة التي ستملأ فيها اثيوبيا السد بكمية من المياه تبلغ74 مليار متر مكعب وماذا يحدث إذا تأخر الفيضان او جاء منخفضا لقد بدأت المفاوضات حول هذه الجوانب بين وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو والمسئولين في اثيوبيا ونحن الآن امام اكثر من مسار: اول هذه المسارات إعادة النظر في التصميم الحالي لسد النهضة بحيث يعود الي المشروع القديم بقوة تخزينية لا تزيد عن14 مليار متر مكعب وهذا السد سوف يوفر لأثيوبيا نفس الإمدادات الكهربائية من بين هذه المسارات ايضا تقديم طلب الي الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية لدراسة هذه القضية والمشاركة في الوساطة بين مصر واثيوبيا من خلال مفاوضات تشارك فيها المنظمة العالمية لضمان حقوق مصر والسودان مع اللجوء الي التحكيم الدولي إذا اقتضي الأمر ذلك ◘ مطالبة اثيوبيا بتقديم جميع الدراسات والأبحاث والتصميمات الخاصة بالمشروع والإستعانة بخبراء دوليين للمشاركة في دراسة المشروع من حيث المخاطر والآثار المترتبة عليه خاصة احتمالات نقص حصة مصر من المياه.. وعلي جانب اخر ضرورة دراسة نوعية التربة خاصة مع احاديث كثيرة انها لا تحتمل إقامة مشروع بهذا الحجم. ◘ دراسة طبيعة التركيبة الصخرية التي سيقام عليها السد والجبال المحيطة بالبحيرة الضخمة التي سيتم تخزين المياه فيها وهل تتحمل هذه الكمية ام انها تمثل تهديدا للمشروع كله. ◘ لا بد ان تتجه مصر علي الجانب الآخر الي الأطراف المشاركة في هذا المشروع لكي تطالبها بكشف حقيقة كل هذه الجوانب الفنية التي يمكن ان تمثل تهديدا لأمن مصر والسودان المائي ومن هذه الدول الصين وإسرائيل وايطاليا.. ◘ هنا ينبغي ايضا ان نضع في دائرة الاهتمام دول الخليج العربي التي تدفع الأن بمئات الملايين من الدولارات للاستثمار في اثيوبيا خاصة في مجالات الزراعة وسوف يؤثر ذلك بالضرورة علي حصة مصر من مياه النيل.. هنا تستطيع مصر من خلال المفاوضات الثنائية او مجلس التعاون الخليجي او جامعة الدول العربية ان تستكشف آثار هذا التعاون بين دول حوض النيل ودول الخليج العربي ويجب ان يكون السودان حاضرا في كل هذه المفاوضات ليس لأنه صاحب حق ولكن لأن مصر والسودان امام النيل وطن واحد ومأساة واحدة.. يدخل في هذا النطاق ايضا الموقف مع إسرائيل وهل هي بالفعل تمارس العبث في هذه المنطقة الحيوية لمصر.. ان علي الدبلوماسية المصرية ان تمارس ضغوطها علي كل الدول التي يمكن ان تشارك في إنشاء هذا السد او تمويله او دراسة المخاطر التي تحيط به. لا يستطيع احد ان يطلب من اثيوبيا او دول حوض النيل ان تتوقف عن بناء اقتصادياتها واستثمار مواردها من اجل رفاهية شعوبها خاصة ان هناك علاقات تاريخية طويلة بين مصر وهذه الدول ولكن لا ينبغي ان تتمادي هذه الدول في تجاهل حقوق دول المصب مصر والسودان لأن هذه الحقوق رتبتها التزامات واتفاقيات دولية. من خلال المفاوضات والدراسات يمكن الوصول الي صيغة للتفاهم علي اساس تعديل السد وتغيير جوانب الأخطار فيه.. وإذا رفضت اثيوبيا كل هذه المساعي فلا بد من البحث عن بدائل اخري وهي بلا شك قد تكون قاسية ولكنها متاحة. ..ويبقي الشعر من ألف عام كنت أركض شامخـــا بين الجموع يحيطنــي فرســـــاني والآن ترصدني الوجوه فــــــلا أري غير الخنـــوع وخســـة الكهـــــان فالجالسون علي العروش تسابقــــوا عند الفـرار وأحرقـــوا شطـــــــآنـي قد علموني الصمت.. صرت كدميـة سـوداء شاخصـــة علي الجــــدران والآن أقرأ في دفاتـــر رحلتـــــي فأري الجحـــود.. وجفــوة الخـلان ماذا جنيتــم من ســلام عاجـــــــز غـير الهوان.. يسوقنا لهــــــوان ؟! تتراقصــــــون لكــــــل ذئب قادم وتراوغون.. كـرقصة الحمــــلان! وتهــرولون إلــي الأعــــادي خلســـة خلف اللصوص.. وباعة الأوطان! خنتم عهـود الأرض.. بعتـــم ســرهـا للغاصبين بأبخــس الأثمـــــــــــان من باعني أرضــــا وخــــان قداسـتـــي من دمر التاريخ في وجدانـــــــي ؟! يتزاحم الكهــــان حـــــول مضاجــعـــي يتعانقــون علي ثــري أكفانــــــــــي وحدتكم زمنـا فكنتـــم ســــــــــــــــــادة للعالمين علي هــــدي سلطانــــــــي والآن صرتــم لعبـــــــــــة يلهو بـهــــا شر العباد.. وعصبـــة الكهـــــــان ما اخترت أرضي.. ما اصطفيت زماني لكنـــه قـدري الذي أشقانـــــــــــــي فلقد تبدلـــت الليـــــــــالي بيننــــــــــــا ورأيت عمرا جاحـــــدا أدمانـــــــي ـــــــــــــــــــــــ يا أيها الوطن العريق قـم.. انتفــض واكسر كهوف الصمت والقضبـــان أطلق أســود النيـــــل من ثكنــاتها واهدم قلاع البطـش والطغيــــــان في الأفق شـــيء لا أراه وإن بـــداخلف السحاب كثـــــورة البركــــان يعلو صهيل المـاء.. يصـرخ حولنا يتزاحم الفرســان.. في الفرســـــان تهتــــز أرض.. تستغيث مواكـــبويهـرول الكهـــان.. للكهــــــــــان وأنا أطـل علي الربــــوع معاتبــــا أشكو إليــهــا محنتــي وهوانـــــــي منذ استبحتم حرمــــة الشطــــــآن صدئت علــي أطلالكــــم تيجانـــــــي حتي عيون الناس ضــــل بريقهــا مــــا بين ليــل القهـر والهذيـــــــان ـــــــــــــــــــــ سأزوركم في كــــل عـام كلــمـــا حـــــنت حنايــــا الأرض للفيضــــان أتسلق الأفـق البعيـــــد لكـــــي أري خـــلف الســـدود شواطئـي وجنانــــي أنا لن أكف عن المجــــيء لأننـــي كـــالأرض ما كفــــــــت عن الـدوران سأطل من خلــــف الحـدود وربمــا تبــــدو علي مــــرارة الحرمـــــــــان عودوا إلي الحب القديم.. وعلمـــوا أبنـاءكم أن يــــحرسوا شطـآنـــــــــي أعطيتكم عمري.. وهانت عشرتي والآن أعــــلن بينكم عصيـــانـــــــــي لو كنت أعلم ما طواه زمانـــــــــي لاخــــــــترت أرضا غيركـم أوطانــــي من قصيدة النيل يرفع راية العصيان سنة 2010 نقلاً عن جريدة "الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النيل بين الاتفاقيات والأمر الواقع النيل بين الاتفاقيات والأمر الواقع



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon