فاروق جويدة
عندما خرجت للأضواء قناة الإخوان المسلمون والتي حملت عنوان الثورة وهي رقم25 وجدت تشجيعا كبيرا من جميع التيارات والقوي السياسية والفكرية.
كنا نري فيها ميلادا لقناة تدمج بين الدين والسياسة وقضايا المجتمع.. وكانت تحمل عنوان الثورة انقي صفحات تاريخ مصر الحديث رغم كل الشوائب التي لحقت بها.. وفي ظل الهجوم الضاري الذي شنته جماعة الإخوان المسلمون والتيارات الدينية علي الإعلام الخارجي واتهامه بالكذب والتضليل انتظرنا ان تقدم لنا قناة25 الدينية فكرا مترفعا وتدينا وسطيا وحوارا خلاقا ونماذج طيبة في الطرح والحوار.. ولكن للأسف الشديد وقعت القناة الوليدة في مستنقع كبير من الضحالة والأكاذيب التي لا تليق بوسيلة إعلامية ترفع راية الإسلام وتتحدث باسم المسلمين.. لقد وقعت القناة الجديدة في سقطات غريبة لا تليق بما يظهر فيها من احاديث دينية تتحدث عن السلوك والأخلاق والترفع كيف يطلق احد المذيعين فيها علي المثقفين المصريين المعتصمين في وزارة الثقافة بأنهم الشيوعيون الكفار.. وكيف اعطي هذا المذيع لنفسه الحق في تكفير عشرات المثقفين وهم اكثر منه إيمانا وتمسكا بدينهم.. كيف تنطلق الشائعات المغرضة والكاذبة من القناة التي ترفع راية الإسلام وتشوه سمعة الناس بالباطل وتلقي عليهم التهم والأكاذيب.. كنت اتصور ان تقدم قناة25 نماذج في السلوك الرفيع والمهنية الراقية في الحوار والرأي الآخر ولكنها للأسف الشديد دخلت في سباق مع قواميس البذاءات والشتائم والتعرض لأعراض الناس وسمعتهم بما لا يليق بقناة محترمة ترفع اسم الإسلام يبدو ان مستنقع الإسفاف والتردي لم يترك للمصريين مكانا نظيفا يستنشقون فيه هواء نقيا وثقافة رفيعة ودينا صحيحا.
ان وصلات الردح والأكاذيب والبذاءات التي تنطلق من قناة25 تجعلنا نأسف علي مشروع إعلامي كان من الممكن ان يقدم للإعلام المصري صيغة راقية لإعلام نظيف ولكن للأسف الشديد وقع المشروع الجديد في مستنقع الفوضي الإعلامية واصبح بوقا من ابواق الشائعات المغرضة والأكاذيب الرخيصة يكفي المتاجرة بالدين والإساءة للإسلام وتشويه الحقائق.
نقلاً عن "الأهرام"