فاروق جويدة
كل التيارات الإسلامية التي ظهرت في الساحة المصرية منذ قيام الثورة كانت جميعها تطالب بالدولة الإسلامية وتطبيق شرائع الله والعودة الي اصول ومبادئ الإسلام الصحيح..
وكان شيوخ هذه التيارات يتسابقون في الدعوة الي تحقيق ذلك حتي وصل الأمر الي استخدام السلاح وقتل المعارضين وتكفير المجتمع كله وسط هذا وأمام رئيس الدولة د. محمد مرسي وجدنا من يطالبه في استاد القاهرة بالقضاء علي انجاس الشيعة والتخلص من الرافضة في دعوة صريحة لقتل الشيعة.. ولم يمض وقت طويل حتي قام الشارع المصري وفي قلب الهرم مدينة التاريخ بأداء هذه المهمة واقتحم الغوغاء بيت عائلة شيعية مصرية وقتلوا اربعة اشخاص وسحلوهم في مشهد همجي غوغائي رهيب لا يقره شرع ولا دين ولا يحدث في احط المجتمعات سلوكا واكثرها تخلفا.. فهل هذه هي الدولة الدينية التي يريدها المشايخ من دعاة الفتنة وهل هذا هو الإسلام الذي ظهر اخيرا علي يد هؤلاء.. ان قتل المواطنين المصريين الشيعة في قرية ابو مسلم بهذه الصورة الوحشية إدانة للدولة التي ترفع راية الإسلام وللمجتمع الذي يدعي الطهارة وهي تتناقض مع كل مبادئ وحقوق الإنسان وحرية العقائد.. كانت صورة الأجساد العارية التي تسحلها جموع الغوغاء صورة لمجتمع خرج من عصور الجهالة الأولي ولم نشاهد ذلك في اي عصر من العصور.. هل هذه هي الدولة الإسلامية التي يريدها مشايخ الغفلة وهل هذا هو مجتمع الحرية والكرامة الإنسانية الذي دعت إليه ثورة يناير, علينا الآن ان ندفع ثمن هذه السلوكيات الوحشية لأن الشيعة في العراق يطالبون الآن حكومتهم بوقف شحنات البترول لمصر.. وسوف نجد الأن من يقتل المصريين بنفس الطريقة ويسحلهم في شوارع بغداد وطهران وجنوب لبنان هذا بخلاف الصورة الوحشية التي تتناقلها الأن وسائل الإعلام العالمية عن مصر بلد الحضارة والثقافة والتاريخ.
كانت دعوة د. القرضاوي ضد الشيعة اول مشاهد هذا المسلسل الغوغائي وكانت خطب رموز التيار الديني امام رئيس الدولة تشجيعا لهذه الغوغائية ومانراه الآن لا يقره دين او مبادئ او أخلاق.
نقلاً عن جريدة " الأهرام"