مصر اليوم
نفد صبر الجيش المصري امام الصراع الدائر في مصر منذ قامت الثورة..ابتعد الجيش عن سلطة القرار السياسي وفي ظل قيادة جديدة وصل الجيش المصري الي حالة من الإستعداد والكفاءة والآداء لم يصل اليها منذ سنوات بعيدة..
انسحب المجلس العسكري من السلطة وذهب المشير طنطاوي والفريق عنان بعيدا عن الأضواء متمنين للسلطة المدنية المنتخبة ان تقوم بدورها ومسئولياتها في توحيد إرادة هذا الشعب.. بقي الجيش بعيدا عن الساحة السياسية مقتنعا بدوره في حماية امن الوطن.. كان من الممكن ان تمضي الأمور بهذه الصورة إلا ان حالة الإنقسام التي شهدتها الساحة السياسية وصلت الي درجة من الصراع الذي يهدد امن الوطن واستقراره.. شمل الإنقسام جميع التيارات والقوي السياسية ما بين إسلامية ومدنية وليبرالية وعلمانية وبدأت رحلة الإتهامات والتخوين والتكفير وجلس المصريون في بيوتهم يشاهدون ثمار الثورة المرة وهذه الوجوه الغريبة التي اقتحمت حياتهم واصبحت تهدد كل مقومات وثوابت هذا المجتمع دينا وفكرا وسلوكا..في احتفالية إستاد القاهرة كانت دعوات التكفير وقتل الشيعة وقد حدث.. وفي إحتفالية رابعة العدوية كان الهجوم علي كل مؤسسات الدولة وكأن هناك من يسعي الي تفكيك هذه المؤسسات وكان الهجوم الضاري علي الجيش والشرطة والأزهر والقضاء والإعلام.. كان الجيش يتابع كل هذه الأحداث ويراقب ما يجري بحكمة وإدراك للمسئولية.. وهنا كان بيان الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.. البيان كان رسالة لجميع اطراف اللعبة السياسية سلطة ومعارضة ان الجيش لن يسمح بترويع مواطن مصري واحد وان مسئولية هذا الجيش ان يوفر الحماية والأمن لهذا الشعب.. وطالب البيان القوي السياسية بأن توفق اوضاعها وتدخل في مصالحة وطنية حقيقية لأن الجيش لن يسمح بأن تراق نقطة دم واحدة لمواطن مصري ولن يسمح بالإعتداء علي مؤسسات الدولة او تهديد اركانها..كان البيان رسالة اطمئنان للمصريين الخائفين في بيوتهم وقد وصلت..وكان رسالة الي المغامرين الذين تصوروا انهم انفردوا بالشعب.. وارجو ان تكون قد وصلت..إن الشئ المؤكد ان مصر صنعت هذا الجيش علي عينها ليحمي الشعب والأرض والمستقبل..